إنكم حملة مشروع رابح، وقد كُتب له البقاء، وكُتب له الكمال والتمام، وكتب له الظهور على كل ما يضاهيه من أديان سماوية، أو معتقدات جاهلية.. وأيدلوجيات علمانية، أو ليبرالية، أو شيوعية، فهو ظاهر ظاهر، وإنما نحن أستار لقدرة الله تعالى. قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} ففى الآية الأولى يصف العداء القديم الجديد، من أهل الباطل أعداء المشروع الإسلامى، الذين يريدون له الانطفاء، والفشل، ويأتى التحدى من الله {وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُّتِمَّ نُورَهُ}.. فهو طمأنة لأهل الحق، بأن ما بين أيديهم من نور وحق لا بد له أن يتم ولو كره الكافرون، ولو كره الأعداء. ثم تأتى الآية الثانية لتقرر حقيقة بكل وضوح بأنه تعالى أرسل رسوله بهذا الدين وهذا الحق ليظهره، فما جاء هذا الدين إلا ليظهر، فهو ظاهر على من عاداه، بنا أو بغيرنا.. فشرف لنا أن نكون من حملة هذا المشروع الإسلامى العظيم، الذى هو النور، وهو الهدى، وهو دين الحق للعالمين. وأبشركم بوعد الله تعالى لكم، يقول تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. فها هنا وعد بالاستخلاف، ووعد بالتمكين (تمكين دين الحق)، واستبدال الخوف بالأمن والأمان، شريطة عبادته وحده ولا نشرك به شيئا.