قامت الحكومة البنجلاديشية- علمانية التوجه- بقتل مئات المعتصمين في الميدان الرئيسي بالعاصمة "دكا" عقب تظاهرة مليونية نظموها، أمس الأحد، مطالبين فيها بإسقاط الحكومة وبقانون جديد ضد التهجم على الإسلام. كما قامت قوات الأمن، اليوم الإثنين، بالقبض على العلامة الشيخ أحمد شفيق رئيس حزب "حفاظة الإسلام" والذي كان دعا للتظاهرات التي هزت بنجلاديش. وفرضت الحكومة حظر تجول عقب مواجهات دامية مع تظاهرات، يوم الأحد، والتي أسفرت عن استشهاد 22 من المحتجين الإسلاميين. فقد قامت أعداد غفيرة من قوات الأمن البنجلاديشية يصحبها أناس في زي مدني بالهجوم على مركز اعتصام المحتجين في الساعة الثالثة فجرًا الإثنين بتوقيت العاصمة؛ حيث قامت بالاعتداء عليهم وقتل المئات منهم، وإصابة واعتقال أضعاف ذلك العدد. وطبقا لشهود عيان فقد قامت القوات الحكومية في محاولة لإزالة أثر الجريمة باستخدام رشاشات المياه ساخنة لإزالة أثار برك الدماء التي نتجت عن قتل وإصابة المعتصمين. كما قامت قوات الأمن بغلق محطتين تلفزيونيتين هما "بيجونتو" و"إسلاميك تي في" بسبب بثهما المباشر لفض الاعتصام، مما كان يظهر حقيقة ما يحدث، وهو ما ينافي الرواية الحكومية بأن الحصيلة عدد قليل من القتلى. وكان مئات الآلاف من المحتجين الإسلاميين خرجوا، أمس الأحد، يهتفون بإسقاط حكومة شيخة "حسينة" العلمانية. وتوجه المحتجون لميدان "موتيزيل" وهو الميدان الرئيسي بالعاصمة "دكا"؛ بسبب انتهاك الحكومة للحريات وتضيقها على المعارضين، وحكمها على الكثير منهم بالسجن والإعدام؛ علاوة على سماحها للعلمانيين بسب الإسلام ومقدساته. كما تتقارب حكومة "حسينة" مع الهند على حساب الثوابت الوطنية ولو كان الدستور والذي قامت "حسينة" بتعديله بإلغائها البنود التي تتعلق بالإيمان بالله، ودعم الروابط مع الدول الإسلامية. كما تأتي التظاهرات ضد الحكومة بسبب الأحكام الصدارة بالإعدام بحق قيادات الجماعة الإسلامية وأعمال التنكيل والتعذيب والسجن ضد أعضاء الجماعة، وأيضًا ضد رسوم وكتابات مسيئة للإسلام نشرت في بعض الصحف، وهو ما دفع المحتجين اليوم للمطالبة بإعدام مرتكبي تلك الجرائم. ونظمت مظاهرات الأحد بدعوة من حزب "حفاظة الإسلام" واستجاب لها كل الأحزاب الإسلامية. وشارك في التظاهرات العلماء و"الجماعة الإسلامية بنجلاديش" والتي تمثل مدرسة الإخوان المسلمين، والطلاب وعوام المسلمين فى العاصمة "دكا" وعواصم المحافظات الأخرى، وقطعوا خطوط الموصلات من الأتوبيسات والقطارات وطريق المطار وباقي الموصلات. وتواجدت قوات الأمن بكثافة في محيط مسجد الجمهورية "بيت المكرم" أكبر مساجد العاصمة دكا، وفتحت قوات الشرطة النار على المتظاهرين وسقط 22 وأصيب المئات كما ألقت الشرطة القبض على آلاف من أعضاء "الجماعة الإسلامية في بنجلاديش" وعلى رأسهم "شهاب الدين أحمد" أمير الجماعة في محافظة "بوجرا" ورئيس الجامعة هناك. ورغم تأكيد الشرطة أنها استخدمت فقط الرصاص المطاطي خلال هذه المواجهات، فإن شهود ووسائل الإعلام المحلية، أكدوا أنه تم إطلاق مئات الرصاصات الحية لتفريق الإسلاميين الغاضبين الذين أحرقوا مركزا للشرطة وآليات. وجاء رد فعل الحكومة الوحشي بعدما أعلن حزب "المؤتمر" أكبر الأحزاب المعارضة أنه أعطي الحكومة مهلة 24 ساعة حتى تستقيل، ويتم تشكيل حكومة انتقالية، محذرا في حال عدم الاستجابة أنه سيدعو أتباعه للانضمام لأحداث الثورة.