مع تزايد التوتر حول الملف الإيرانى، الذى كان من آخر تجلياته صفقة السلاح الأمريكى لإسرائيل بقيمة ستة ونصف مليار دولار، ارتفعت فى الأفق أصوات غربية تحذر من اعتداء أمريكا وبريطانيا وحليفتهما الإستراتيجية إسرائيل على إيران دون أدلة واضحة على امتلاكها السلاح النووى لأغراض عسكرية. وتحت عنوان "بريطانيا وأمريكا تخاطران بتكرار الخطأ فى غزو العراق مع إيران"، تناولت صحيفة "ديلى تليجراف" مؤخرًا عرضا لكتاب "أكاذيب خطرة" للصحفيين "بيتر أوزبورن" و"دافيد موريسون" حول موضوع الملف النووى الإيرانى. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور 10 سنوات على غزو الولاياتالمتحدة وبريطانيا للعراق، وهو الأمر الذى ينظر إليه الآن بشكل واسع على أنه كان خطأ كبيرا ودمر سمعة الغرب فى العالم الإسلامى، يخاطر البلدان مرة أخرى بتكرار نفس السيناريو مع إيران. وتوضح الصحيفة أن "نفس الأكاذيب التى أشيعت عن نظام صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل قبل 10 سنوات يتم ترديدها الآن، وأحيانا من قبل نفس الأشخاص"، مضيفة أنه يتم رسم صورة لإيران فى الغرب على أنها دولة تمتلك قوة غاشمة ويحكمها أناس غير عقلانيين ومتطرفون يريدون تدمير "إسرائيل"، ورغم ما سبق فإن تقارير استخباراتية أمريكية أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن إيران قد علقت أنشطتها النووية بالفعل منتصف عام 2007، ورغم أنه لا أحد يستطيع أن يؤكد أنها تطور أسلحة نووية بشكل سرى، إلا أنها إذا كانت ترغب فى عمل ذلك فإن الأمر سيكون شديد الصعوبة. ويخلص الكتاب إلى أن أمريكا والغرب إذا لم يغيرا من أسلوب التعامل مع إيران على أنها دولة مارقة، وبأن ينظر إليها على أنها أمة مستقلة، ولها مصالحها الإقليمية المشروعة فقد يجد نفسه متورطا فى حرب جديدة وسفك للدماء، مع ما فى ذلك من مخاطر إضافية بتدمير الاقتصاد العالمى، وهو ليس فقط أمرا مرعبا لكنه أيضا ليس بضرورة ملحة.