يعد أول مصنع لمعلبات الأسماك فى مصر، يقع بمحافظة دمياط التى تضم أكثر من 60٪ من أسطول الصيد المصرى؛ حيث يحتوى ميناء الصيد بمدينة عزبة البرج على ما يزيد عن 2000 مركب صيد، التى تصطاد مئات الأطنان من الأسماك سنويا. إنه مصنع إدفينا، الذى تبلغ مساحته 10 آلاف متر، يقام عليها 3 مصانع لإنتاج مسحوق بدرة الأسماك، ومصنع لإنتاج الثلج، وآخر لإنتاج وتعبئة الأسماك، ويحتوى المصنع على سبع ثلاجات لحفظ المنتجات بواقع 500 طن لكل ثلاجة، وعلى الرغم من ذلك يعانى المصنع من توقف معظم خطوط الإنتاج. توقف المصنع بعد انتهاء العمر الافتراضى للآلات، وتوقف الاستثمار بشراء البديل عنها؛ حيث تعتمد الثلاجات القديمة فى صيانتها على مكابس تبريد بواقع تكلفة مليون جنيه لكل مكبس. وعلى الرغم من أن الآلات التى تم شراؤها منذ عام 1972، أى ما يقرب من 41 عاما من العمل تهالكت وفقدت صلاحيتها، إلا أن المصنع يفتقد أجهزة أخرى كالغلايات ومكابس التبريد وأجهزة تعقيم المنتجات. فخلال السنوات الماضية تم تسريح معظم العمال، وفتح باب المعاش المبكر للباقين، ورغم وجود الماكينات والآلات والأبنية المعدة للعمل التى تمثل بنية تحتية مناسبة، إلا أن ذلك لم يمنع النظام السابق من وضع يده لخصخصة المصنع. ناهيك عن المشاكل الخارجية؛ حيث يواجه المصنع مشكلة استئجار الأرض من مجلس مدينة عزبة البرج، الذى يحاول جاهدا انتزاع الأرض من المصنع، ولا تزال أحكام القضاء معلقة بين المصنع ومجلس المدينة. فى البداية، يؤكد المهندس السيد ياسين -مسئول الصيانة بالمصنع- أن نسبة التشغيل الحالية بالمصنع تبلغ 65٪ من طاقته الإنتاجية، مرجعا ذلك إلى توقف الاستثمار فى شراء آلات جديدة وتطوير خطوط الإنتاج خلال الفترات السابقة؛ مما اضطر إدارة المصنع إلى اللجوء لعمل صيانة للآلات القديمة، واستخدام قطع غيار محلية؛ مما تسبب فى تخفيض طاقة التشغيل. ويرى سمير سالم -تاجر أسماك- أن تفعيل مصنع "إدفينا" للأسماك يقلل من الاعتماد على استيراد الأسماك المعلبة من الخارج، فضلاً عن تشغيل آلاف العمال فى مصانع التعليب. ويوافقه الرأى السيد طلبة، مهندس، مضيفا أن مصانع تعليب الأسماك تقلل من نسبة الفاقد من الأسماك التى تتسبب قلة عدد الثلاجات وطول مسافات النقل إلى الأسواق إلى فسادها. كما توجد بمصنع "إدفينا" خطوط إنتاج لمنتجات أخرى من المعلبات غير الأسماك منها المربات والفول وبعض معلبات اللحوم. يقول حسن عطية، مدرس: أحرص على شراء منتجات مصنع إدفينا، فهى ذات جودة عالية وأسعارها مناسبة، مضيفا أن هذا المصنع يعتبر ثروة قومية تحتاج إلى الاهتمام والرعاية من قبل المسئولين بالدولة؛ من أجل حل مشاكله وعودته إلى سابق عهده. من جانبها، نظمت اللجنة الاقتصادية بالأمانة العامة لحزب الحرية والعدالة بدمياط زيارة تفقدية لمصنع إدفينا بعزبة البرج مؤخرا، بحضور كل من المهندس على مطاوع، والدكتور محمد نصر، والدكتور أحمد عماشة لمقابلة مجلس إدارة المصنع والمهندسين القائمين على الإنتاج. وتهدف الزيارة إلى إعادة تشغيل وتدوير العمل والإنتاج بالمصنع بعد أخذ تقارير من إدارة المصنع، وعرضها على وزير الصناعة؛ للبدء فى تشغيل المصنع وإعادة الإنتاج. وأكد على مطاوع أن الاهتمام بالثروة السمكية من أهم أولويات اللجنة؛ لأن دمياط تمتلك 60% من أسطول الصيد المصرى، وكشف عن إعداد اللجنة عدة مشروعات خاصة بهذا الملف، منها إنشاء ميناء صيد بعزبة البرج على مساحة 1160 فدانا، وإنشاء طريق محور تنمية بين ميناء الصيد وسوق السمك الكبير بشطا، وهو ما يخدم المحافظة فى عدة اتجاهات، وليس الصيد فقط، كما اتفقت اللجنة على إعادة تشغيل المصنع مرة أخرى.