أكد الفنان خالد الذهبى -مدير المسرح القومى- أنه يستعد لتقديم خطة طموحة لعروض الموسم المسرحى الصيفى القادم، تتضمن العديد من الأجيال المسرحية، وتتنوع عروضها ما بين القديم والحديث من النصوص، وما بين المصرى الأصيل والعالمى من المسرحيات الكلاسيكية. وقال الذهبى -فى تصريحات خاصة لصفحة "المسرح"-: لقد أعددنا العدة لإنتاج أربعة عروض مسرحية بالتزامن مع الميزانية الجديدة للفرقة التى تبدأ شهر يوليو القادم، أول هذه العروض هو "ميراث الريح"، وهو نص عالمى يعزف على أوتار الحرية، يتناول فكرة كيفية استغلال الثروة الموروثة من خلال جدة تترك لأولادها تركة، ولكنها تشترط شروطا معينة للحصول على التركة، ويحاول كل وريث تحقيق تلك الشروط من أجل الحصول عليها بكل الطرق. وأضاف: هنا يحدث الصراع بين الأبناء من خلال مواقف كوميدية، وسيقوم بإخراج العرض طارق الدويرى، من بطولة أحمد فؤاد سليم وسامى عبد الحليم ونخبة من فنانى فرقة المسرح القومى . أما العرض الثانى، فسيكون عن نص لتوفيق الحكيم بعنوان "رحلة للغد" من إخراج محمد عمر، فضلا عن عرض "ماكبث" لسناء شافع، أما رابع العروض فسيكون نصا للكاتب فاروق جويدة سيقوم بإخراجه فهمى الخولى. وأضاف الذهبى أن هذه العروض الأربعة تتميز بالتنوع؛ حيث تنقسم إلى عرضين من إخراج شباب الفرقة واثنين من إخراج رواد الفرقة واثنين عن نصوص عالمية واثنين لكبار الكتاب المصريين، أما التمثيل فسيضم كل الأجيال المسرحية الثلاثة سواء النجوم الكبار أو الشباب الذى يبحث عن فرصة أو جيل الوسط الذى هضم حقه خلال العقدين الماضيين . وتابع: ما شجع على ذلك أن هوية المسرح القومى تسمح بتنفيذ هذه الخطة بسهولة؛ لأنها تستوعب كل الأوجه والخلفيات التاريخية لمصر، نظرا لأن المسرح القومى هو المسرح الرسمى لتمثيل الهوية المصرية بخلفياتها وأبعادها وأعماقها المختلفة . ولفت الذهبى إلى أهمية مشكلة الدعاية المسرحية باعتبارها أهم العوائق التى تواجه المسرح بعد الثورة، مشيرا إلى أن عودة جمهور المسرح المصرى مرهونة بتقديم منتج رصين، مع توافر عناصر الجذب الجماهيرى؛ حتى لا ينصرف ال20% الباقون من جمهور المسرح . وعن أزمة إعادة تشييد المسرح القومى التى أصبحت لغزا يستعصى على الفهم، قال الذهبى إن القضية برمتها ليست من اختصاصى ماليا وإداريا، وإنما تتبع وزارة الثقافة رأسا، حتى إننى علمت بزيارة الدكتور صابر عرب -وزير الثقافة- للمسرح من خلال الصحف، ولم يدعنى إليها أحد، مشيرا إلى أن ما لديه من معلومات تدخل فى إطار المعلومات اليقينية الظنية؛ لأنها من المصادر المسئولة عن هذا الملف فى الوزارة، ولكنه لم يطلع على المستندات الدالة على ما يثبت صحتها . وأضاف: إن ما لدىَّ من المعلومات يشير إلى ارتفاع التكلفة الفعلية للمشروع من 40 مليونا إلى قرابة 90 مليونا، وقد تم تسديد 45 مليون جنيه وباقى مثلها، بينما حجم الأعمال المنتهية إلى الآن وصلت إلى قرابة 70% من مجمل الإنشاءات، وأن العقد المبدئى كان بقيمة 67 مليون جنيه قابلة للزيادة عند التطبيق الفعلى . وتابع: قد علمت أيضا من بعض المسئولين أن الباب السادس من الميزانية والخاص بالإنشاءات موجود به الآن مبلغ قد يصل إلى نحو 15 مليون جنيه أى ثلث المبلغ المطلوب . واستطرد الذهبى: كثيرا ما يسألنى الناس متى سينتهى العمل فى المسرح ولا أجد إجابة؛ لأننى لا أعلم متى سيبدأ العمل فى استكمال المرحلة الحالية أصلا حتى أعلم متى سينتهى العمل فيها؛ لأن العمل يحتاج إلى لجنة من الوزارة تقوم بمد فترة الاستلام التى خالفتها الشركة نتيجة الثورة، ومن المفترض إذا لم يحدث ذلك أن يوقع عليها عقوبة متمثلة فى الشرط الجزائى المنصوص عليه فى العقد . وقال الذهبى: مع تغير المسئولين ينأى كل واحد منهم بنفسه عن الخوض فى مجال تحمل المسئولية خوفا من الوقوع تحت طائلة القانون؛ عملا بمبدأ "اللى اتلسع من الشوربة.. ينفخ فى الزبادى"، وما لاحظته أن الجميع يصر على "تصفير الحسابات" فى المشروع . وطالب بأن تأتى لجنة محايدة ولتكن من أساتذة كلية الهندسة يقومون بتقييم المراحل الإنشائية الماضية وحساباتها جيدا؛ ليبدأ المسئولون البناء عليها واستكمالها من جديد دون مسئولية عما مضى من إنشاءات، على الرغم من أن إعادة تشييد المسرح كان ينبغى أن تنتهى فى غضون عام من تاريخ حريقه، وكان ذلك فى شهر سبتمبر 2008 . وعن الأخطاء الإنشائية فى المسرح، أكد الذهبى أنه ليس متخصصا فى الإنشاءات، وطالب بضم المتخصصين فى تلك المجالات حتى لا يتكرر ما حدث فى التجديد الأول للمسرح فى الثمانينيات عندما عانى من رشح المياه الجوفية فتسببت التجديدات فى إفساد الصوت فى المسرح بعد أن كان الممثل يهمس الهمسة يسمعها أبعد مشاهد فى البلكونة.