اختاروا لمشروعهم عنوانا دالا من كلمة واحدة هى "نفهم".. ليختصروا كل معانى التعلم فى كلمة واحدة تدل على معنى واحد "التعلم ببساطة"؛ فكان مشروعهم الذى بدأ بتطويع مهاراتهم وخبراتهم فى الإنترنت والتطوير الإلكترونى لخدمة هذه الفكرة. دروس مصورة بدأ مشروع "نفهم" فى 2012 عندما أطلق الفكرة مصطفى فرحات ومحمد حبيب ويعاونهما أحمد الألفى ممولا، وذلك ضمن أحد مشاريع الشركات الحاضنة للشركات الصغيرة التى تتولى فيها الشركة الحاضنة دعم الشركات الصغيرة ماديا وتقنيا واستشاريا لمدة ثلاثة شهور، لينطلق بعدها مشروع "نفهم" مع شركائه الثلاثة، ويكملوا ما بدءوه لإعداد موقع إلكترونى يعمل على تبسيط العلوم للطلاب من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية لمساعدتهم على رفع قدراتهم على استيعاب الدروس ومراجعتها من خلال توفير طرق تعليمية تفاعلية مختلفة عن الطرق والأساليب التقليدية، وبالرغم من كون موقع "نفهم" ما زال تحت البث التجريبى إلا أنهم وصلوا لأكثر من 3725 فيديو تشرح 2425 درسا. يقول مصطفى فرحات: "من خلال خبرتى بتطوير مواقع الإنترنت وجدت أن العلم لا فائدة له بدون عطاء، وفكرت بطفلى سليمان ذى الثلاث سنوات، وكيف سأترك له تركة طيبة تعينه على فهم دروسه فيما بعد، ثم نظرت إلى حال أولياء الأمور الذين يعانون من تكاليف الدروس الخصوصية، فقررت مع شريكى محمد حبيب أن نبدأ مشروعنا واضعين المصلحة العامة نصب أعيننا". ومع زيادة تكاليف العملية التعليمية التى قد تصل على أقل تقدير إلى ثلاثة مليارات جنيه فى السنة، حاول مؤسسو الموقع تقليل هذه التكلفة العالية مطوعين الإنترنت كوسيلة لتقديم خدماتهم التعليمية المجانية؛ وذلك من خلال تحميل التكلفة على المعلنين بالموقع لتقديم شروح مبسطة للمناهج التعليمية فى جميع المواد الدراسية لجميع المراحل التعليمية. ويضيف فرحات: "فريق العمل مكون من تسعة أفراد ذوى كفاءات مهنية عالية يعملون دوما على دراسة أحدث الطرق التعليمية وكيفية تطويرها وتقديمها، بل كيفية تحويل الخدمة إلى شكل تفاعلى بين مستخدمى الموقع، فوفرنا خدمة بأسفل كل فيديو تعليمى بعنوان "فهمت" ليقوم الطالب بالنقر عليه ليؤكد فهمه للدرس". وتابع: "كذلك وفرنا خدمة تقوم بترتيب وتقديم شرح مدرس ما عن غيره فى حالة فهم وارتباط الطالب به ووفقا للمادة الأقرب إلى الطالب، وقمنا بتقسيم المواد وفقا للشهور الميلادية، كذلك تقديم روابط ذات صلة بموضوع الدرس، بخلاف تقديم صور لجميع مناهج المراحل التعليمية ونعمل كذلك على تحفيز الطالب على الابتكار والإبداع من خلال تقديم كلمات إيجابية على صفحة المشروع على فيس بوك". معلمون متخصصون تسعى "نفهم" لإشراك ذوى الخبرات فى مشروعها الخدمة، فقد أتاحت لمستخدمى الإنترنت الاشتراك بالموقع بعدة أشكال، فأتاحت للمعلمين المساعدة فى إنشاء المحتوى، ومراجعين يعملون على مراجعة المحتوى العلمى الذى يضيفه مستخدموها يوميا ومراجعة دقة المعلومة علميا، ومطابقتها لمناهج وزارة التربية والتعليم، كذلك أتاحت الفرصة لمصممى مواقع الإنترنت لتقديم مساعدتهم للموقع من خلال العمل على تبسيط المادة العلمية وإتاحتها بشكل مبسط وواضح من الناحية الفنية، وأخيرا التسويق الذى يعمل على ابتكار طرق جديدة للوصول بمحتوى الموقع لطلاب المراحل التعليمية المختلفة فى كل أنحاء الجمهورية. ويوضح فرحات: "فوجئنا بإقبال شديد من قبل المعلمين وتعاونهم مع الفريق رغم أن هدف المشروع هو تقديم دروس مجانية للطلبة، لكن تجاوب المعلمين معنا حفزنا كثيرا ورسخ إيماننا بمشروعنا، وهذا دفعنا إلى تنشيط الطلبة كذلك من خلال الإعلان عن مسابقات للطلاب أنفسهم لتقديم شروح لزملائهم وقدمنا جوائز قيمة، والحقيقة أننا لم نكن نتوقع هذا الإقبال على المسابقة، خاصة أن الطالب يقوم بمذاكرة الدرس جيدا، وتقديمه لزملائه بطريقة متطورة، ويعمل على تطوير ملكات البحث عن المعلومة مما يؤهله للفوز بالمسابقة". الدعم المادى تظل هناك بعض العقبات كتوفير معلنين على الموقع، والتواصل مع وزارة التربية والتعليم لتوفير دعم حكومى، وفى هذا الإطار يقول فرحات: "نسعى جديا للتواصل مع وزارة التربية والتعليم ولو من خلال إتاحة وجودنا بالمدارس الحكومية وتقديم موادنا المصورة كوسائل للشرح والإيضاح لطلبة المدارس الحكومية". ويضيف: "على الرغم من كل ذلك فإن نجاح فريق العمل يصل إلى أقصى غايته حينما يتلقون تعليقات إيجابية من متصفحى الخدمة على الموقع أو كلمات الثناء والتقدير لمجهوداتهم على مواقع التواصل الاجتماعى (تويتر وفيس بوك)"، وتابع: "لم أكن أتوقع كل هذا الامتنان والتقدير من قبل الجمهور، فالنقد الإيجابى من كلمات الشكر والتقدير كانت أضعاف كلمات النقد السلبى، وحتى السلبى فإنه يصب لصالح الخدمة المقدمة نفسها؛ كأن يطلب ولى الأمر أن يتم الشرح بتفصيل أكثر، أو أن الفيديو المصور لم يكن واضحا، ومن أقرب كلمات التحفيز والامتنان لقلبى حين شكرتنا إحدى أمهات الفائزات بالمسابقة، مؤكدة لنا أننا ساعدناها على اكتشاف مهارات رائعة بابنتها لم تكن تعلم بها من قبل". تقدمت "نفهم" إلى مسابقة عرب نت المقامة بمؤتمر الشركات الناشئة بلبنان وحصلت على المركز الثالث، وتم اختيارها من قبل MercyCorps كأفضل شركة ذات تأثير اجتماعى.