- حاجة الدعاة إلى الربانية كحاجتهم إلى الماء والهواء؛ ففى الإيمان حياتهم ومحياهم وحسن مماتهم، وفى تقواهم لربهم سر رضاهم وتوفيقهم؛ فالإيمان والتقوى سلاحهم فى مواجهة الشياطين من الإنس والجن. - عندما يتذوق الإنسان طعم الربانية ولذة الإيمان والتقوى سيصبغ حياته طواعية باللجوء إلى ربه؛ ليستمد منه العون والمعية فى كل قرار يتخذه، وفى كل موقف يتعامل معه، وفى كل حركة وسكنة فى حياته؛ لأنه عندما يتذوق لن يتنازل عن فقدان ما ذاق. - وعندما يحيا الدعاة ويتحركون فى جو من الربانية سيتذوقون الطعم الحقيقى للأخوة والإيثار والاهتمام بالآخر، وستنقلب مواقفهم مع خصومهم من حرص على كسب المواقف إلى حرص على كسب القلوب والنفوس. - وعندما تكون الربانية حاضرة فى التعامل بين الدعاة وبعضهم الآخر ستجد مواقف يسطرها التاريخ فى إنكار الذات والإيثار والتضحية. - وعندما تكون الربانية معيار المكاسب والخسائر فى مراجعة المواقف ستجد الحرص الكبير على استمطار التوفيق واستجلاب السداد من رب العباد سبحانه وتعالى، ولدينا فى رسول الله أسوة (... إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى... أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات أن يحل بى غضبك...). - وإذا غابت الربانية من المعادلة التى يبنى الداعية عليها مواقفه فسوف يجد فى حركته افتقارا للتوفيق، ولن تجدى معه اجتهاداته نفعا؛ لأنه فى حاله هذا موكول إلى نفسه عقابا بسبب اقترافه لذنب كبير، هو ترك رب الناس، والالتفات عنه، والاعتماد على نفسه الضعيفة فى مواجهة المواقف. - فالربانية طريقنا إلى طيب الحياة وإلى سداد الخطوات وإلى الحماية من كيد الكائدين ومكر الماكرين. - إلى الله من جديد، فبصدق لجوئنا إليه نؤوى إلى ركن شديد يدفع عنا المكر السيئ وإن كان مكرا تزول منه الجبال. - إلى الله من جديد، فبصلتنا به سنحصل على التأييد والإعانة والفتح والتوفيق. - إلى طاعة الله نطرق بها أبواب الفرج ليفتح الله لنا أبوابا ليست فى حساباتنا فى شىء. هيا بنا أخى/ أختى، لنفتح صفحة جديدة من الصلة بربنا سبحانه وتعالى ليرزقنا الله رضاه وعافيته وإعانته.. هنا سنجد الراحة والرضا.