منذ أن عقد قرانى، منذ عام، وأنا ألاحظ كذب زوجى على، أحيانا أجد لديه الدافع للكذب، كأن يخاف من غضبى منه، أو يخفى عنى حقيقة ما يعلم جيدا أنى أرفضه، أو حينما يبرر تقصير أهله فى واجبات اجتماعية تجاهى وتجاه أسرتى وكنت أتغاضى عنها وأبحث له عن مبرر مقنع حتى أهدأ تجاهه. لكن بعد الزواج فوجئت بكذبه الواضح فى كل كبيرة وصغيرة بداع أو دون داع للكذب، حتى وضعنى كذبه كثيرا فى بعض المواجهات والاستفسارات ممن حولى عن سبب كذبه عليهم، بخلاف فقدانى للثقة به، خاصة أنه يجد مبررا لكل كذبة ذكرها، فأصبحت أستمع إليه دون أن أواجهه أو حتى أعاتبه، بل أتقصى الحقائق بعيدا عنه للتأكد من صدقه. فلو صادف أن تأخر فى عمله عن الموعد المعتاد واتصلت به لأطمئن عليه أعاود الاتصال بسكرتيرة العمل للتأكد من وجوده بالفعل. تعبت من فقدان ثقتى به، فهل من وسيلة لعلاج كذبه؟ تجيب عن الاستشارة، رغداء بندق، مستشارة اجتماعية، فتقول: أختى الفاضلة.. ليس هناك داء دون دواء، فاطمئنى وقرى عينا واعلمى أن داء زوجك له علاج؛ لكنه يحتاج إلى الصبر والإرادة من زوجك والفطنة والحكمة منك. بداية حاولى أن تفتحى معه حوارا غير مباشر عن خطورة الكذب واستشهدى بمواقف حياتية حدثت معك بالفعل، وكيف أنك تضررت منها ولو نفسيا، واستنكرى الكذب واستشهدى بالسيرة العطرة، حينما سئل رسول الله: "أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا"، وهذا يؤكد حقيقتين؛ أولاهما أن رسول الله أقر صفتى البخل والجبن على المؤمن، ونفى أن يكون كذابا، والحقيقة الثانية أنه أكد صفة الإيمان فى الأولى والثانية، بينما أنكر الإسلام على الكاذب. أكدى له الحديث الشريف: "ما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"، وأنك تخشين لحبك وإخلاصك لزوجك أن يوسم بالكذاب، ولتكن عينيك على المدى البعيد، فكيف سيكون زوجك قدوة لأبنائك، وكيف ستستطيعين أن تسيطرى عليهم وتعليمهم الصدق! لذا أختى الكريمة ادفعيه برفق نحو الصدق، وعاونيه على تحرى الحق دوما، وتحلى بالصبر والحكمة حتى يزيح الله عنك وعنه هذا الابتلاء.. وأنصحك بالتالى: 1- الزمى الدعاء له بأن يهديه الله للصدق، وأن يساعده على التغلب على نفسه والتحكم فى كذبه. 2- استحضرى نيتك دوما وابقىْ متصلة بالله بالتزام الذكر والصلاة على النبى. 3- تجاوزى وتغاضى عن بعض الكذبات إشفاقا على نفسك وصحتك ومساعدة له على تجاوز الأمر. 4- لا تحولى شخصك إلى ملكى الحساب له حتى لا يتطور دفاعه عن نفسه من مجرد تقديم مبررات لكذبه إلى تطاول بالكلام أو باليد. 5- لا تكثرى اللوم وإن كان لا بد من النصح، فالزمى اللين والرفق والكلام الطيب غير الجارح. 6- لا تسعى للتفتيش فى حياته والبحث فى جيوب ملابسه أو موبايله، وإلا فلن تخرجى من دائرة الشك أبدا. 7- حاولى قدر الإمكان ألا تدفعيه إلى التحدى ليواجهك بحقيقة كذبه قائلا: نعم كذبت، هل لديك مانع؟ وماذا ستفعلين؟! فتذكرى أن ثقافة الرجل الشرقى مهما كان متدينا ومنفتحا لا تقبل التشكيك فيه.