يوم عاصف يفتتح به دورى أبطال أوروبا الدور ربع النهائى على معركتين لتحطيم العظام تجمع الرباعى الأقوى حاليا فى القارة العجوز والمتصدر عن جدارة واستحقاق للدوريات الأربعة أصحاب المقام الرفيع، فى مواجهتين لا يمكن التكهن بنتيجتهما أو منح أفضلية لأصحاب الأرض على حساب الضيوف. وتشهد العاصمة الفرنسية قمة من العيار الثقيل عندما يحل فريق برشلونة الإسبانى ضيفا على باريس سان جيرمان العائد بقوة إلى ساحة الكبار، فى المباراة التى تقام فى العاشرة إلا ربع فى ساحة الأمراء، تحت قيادة ألمانية للحكم الصارم ولفجانج ستارك. ويدخل الفريق الكتالونى المباراة مثقلا بالهموم فى ظل الإصابات التى ضربت الفريق بعد جولة مونديالية شاقة، كلفته إصابة الثنائى خوردى ألبا وبيدرو رودريجيز لينضما إلى أدريانو وبويول، مع احتمالية غياب قائد الوسط تشابى، وهو الأمر الذى يمثل ضربة موجعة للأسبان قبل مواجهة فريق متكامل الصفوف. وعجز البارسا عن تحقيق الفوز فى البروفة الأخيرة قبل مباراة اليوم، واكتفى بالتعادل أمام سيلتا فيجو، إلا أن مبعث التفاؤل للكتلان دائما ما يكون عبر نجمه التاريخى ليونيل ميسى الذى حقق مطلع الأسبوع إنجازا غير مسبوق بالتسجيل فى شباك جميع فرق الدورى الإسبانى ال19 فى موسم واحد فى 19 مباراة على التوالى، كما يرافق المدرب تيتو فيلانوفا الفريق إلى باريس بعد غياب شهرين للعلاج وهو ما يمثل دفعة معنوية كبيرة. وفى المقابل يعيش الفريق الباريسى حالة من النشوة بعد قرار "الويفا" عودة القائد السويدى زلاتان إبراهيموفيتش لقيادة الفريق فى مواجهة فريقه القديم، ليستعيد الأثرياء القوة الضاربة فى وجود إبرا ولافيتزى وبيكهام وباستورو وسيلفا تحت قيادة المدرب الإيطالى المخضرم أنشيلوتى مع بقاء لاعبه الشاب لوكاس موروا فى الصورة رغم عدما اكتمال لياقته البدنية وغياب وحيد للإيطالى تياجو موتا. وتمنح لغة الأرقام تعادلا فى كفة الفريقين؛ حيث التقيا من قبل فى 3 مرات فاز كل فريق فى مباراة، والغريب أنها فى الدور نفسه من البطولة وحسم التعادل واحدة، إلا أن بى إس جى يبدو أفضل هذا الموسم باعتباره الأكثر فوزا من منافسه ب6 مقابل 5، والأقل خسارة ب1 مقابل 2، والأعلى تهديفيا 17 مقابل 15، والأقوى دفاعا ب5 مقابل 7، وإن بقى البارسا بلقبى الأفضل فى المنطقة؛ حيث أفضلية الاستحواذ والتمرير، وغزارة مكينته الأرجنتينية ميسى. لقاء للتاريخ وعلى ملعب إليانز أرينا يترقب عشاق كرة القدم قمة من نوع خاص هى الأكثر ندية وقوة بين مواجهات المرحلة فى البطولة الأهم فى أوروبا، حيث يستقبل فريق بايرن ميونيخ على ملعبه وبين أنصاره الضيف القادم من مدينة تورينو الإيطالية فريق يوفنتوس، وكلاهما ضمن بطولته المفضلة محليا قبل أن يتواجها قاريا تحت إدارة تحكيمية للإنجليزى مارك كلاتنبرج. وأحسن الفريق البافارى الاستعداد للمباراة بفوز ساحق على هامبورج بتسعة أهداف تاريخية رفع بها سقف المعنويات إلى الحد الأقصى وتجاوز آثار الخسارة فى آخر مبارياته فى البطولة أمام الأرسنال بهدفين، إلا أن ما يؤرق المدير الفنى الرائع يوب هاينكس –الذى يتمسك بثلاثية تاريخية قبل أن يترك إرثا ثقيلا لخلفه الفيلسوف جوسيب جوارديولا- محاباة التاريخ للطليان على حساب فريقه. وبالمثل يأتى اليوفى إلى ميونيخ بثقة كبيرة بعدما نجح فى حسم دربى إيطاليا على حساب الإنتر بهدفين لهدف ليثأر من هزيمته أمام غريمه فى الدور الأول التى حرمته من مواصلة سلسلة مبارياته المتتالية دون هزيمة. ويحل البيانكونيرى على ملعب المباراة بصفوف مكتملة، بعدما حرص المدرب كونتى على اصطحاب الجميع حتى من تحوم الشكوك حول مشاركته، وهما الثنائى فوسينيتش وجيوفينكو، كما يدعم "السيدة العجوز" سجل خالٍ من الهزائم فى البطولة ودفاع هو الأقوى بين الجميع. ولا تمنح الأرقام أفضلية مطلقة لأحد الفريقين؛ حيث التقيا من قبل فى 6 مواجهات كلها فى مرحلة المجموعات، فاز اليوفى فى 3، وخسر 2، وتعادل فى واحدة، وكان البايرن الأكثر تسجيل ب7 أهداف مقابل 6، وصاحب أعلى انتصار برباعية فى معقل ديلى ألبى. كما تبدو كفة الكبيرين متعادلة هذا الموسم، فكلاهما فاز فى 5 مباريات، إلا أن اليوفى بلا هزيمة مقابل 2 للبايرن، ويبقى اليوفى أفضل دفاع فى البطولة ب4 أهداف فقط سكنت مرماه، والبافارى أقوى هجوم فى البطولة ب18 هدفا بالتساوى مع الريال، ويبقى أخيرا أفضلية يوفنتوس فى مواجهة الألمان وتراجع البايرن لحساب الطليان. وتختتم غدا مواجهات الذهاب للدور نفسه؛ حيث يلتقى ريال مدريد الإسبانى جالاتا سراى التركى فى البرنابيو، كما يستضيف فريق ملقا -مفاجأة البطولة- فريق بروسيا دورتموند الألمانى، وتقام مباريات الإياب يومى 9، 10 إبريل الجارى.