بدأ نقيب الصحفيين الجديد ضياء رشوان عهده بنفس الأسلوب "الحنجورى" الذى تتميز به جماعته الناصرية، فبعد الهتاف ضد "حكم المرشد" من منصة نقابة الصحفيين ساعة إعلان النتيجة، ثم بعد يوم واحد من توليه مهام منصبه، وقف النقيب الأريب خطيبا وسط عدد من الصحفيين على سلالم النقابة مطالبا الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، بتقديم أدلة تفيد "بقيام الصحفيين باستفزاز المنتمين إلى جماعة الإخوان والاعتداء عليهم"، وإلا فإن سيادته، بصفته نقيبا، سيحرك دعوى سب وقذف ضد الدكتور غزلان، وذلك لمجرد أن تضمن تصريح الدكتور غزلان عن أحداث أمام المركز العام للإخوان المسلمين بالمقطم ظهر السبت 16 مارس 2013 كلاما عن صحفيين ومصورين شاركوا المتظاهرين أمام المقر فى سبِّ الإخوان وقيادتهم بأقذع الألفاظ واستفزاز شبابهم.. وأنهم -أى الصحفيين والمصورين- وفق نص قول الدكتور غزلان: "أصبحوا فاعلاً رئيسيًّا فى الأحداث". ماذا فى كلام الدكتور غزلان يمثل سبا وقذفا للصحفيين أيها النقيب اللبيب سوى أنك تمارس هوايتك ومهارتك التى تعلمتها مع جماعتك "الحنجورية" بالمزايدة على الهيئات والأشخاص. الأدهى من ذلك أن رشوان بدلا من أن يتحرى الحقيقة ويتبين الجرم الذى ارتكبه زملاؤه ويدين عملهم المشين فإذا به يتجه نحو تصعيد مزايداته على الإخوان، حيث تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت عبد الله، ضد الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان، والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد، يتهمهما فيه بالاعتداء على الصحفيين من قبل الحرس الخاص بمكتب الإرشاد"! النقيب المستجد بالغ فى المزايدة فطالب مرشد الإخوان المسلمين بتقديم اعتذار عاجل لجموع الصحفيين، مع مطالبة النائب العام بضرورة إرسال وفد من النيابة العامة لمعاينه موقع الاشتباكات، ومطالبة وزارة الداخلية باستدعاء المتهمين بالتعدى على ما اعتبرهم "زملاء"، ولم يسأل رشوان نفسه: لماذا ذهب هؤلاء الصحفيون -إن صح أنهم صحفيون وأعضاء بالنقابة- فى التوقيت ذاته مع الشتامين والمخربين لتغطية وقاحاتهم؟ كما لم يكلف نفسه عناء التدقيق فيما هو منسوب لهؤلاء المحسوبين خطأ على الصحافة من خلال لجنة محايدة من أعضاء النقابة قبل أن يطلق فقاعاته الإعلامية والقضائية التى تستهدف النيل من الإخوان وإظهارهم فى صورة المعتدين على الصحفيين، وأبسط الأسئلة التى يمكن أن تتوقف عندها هذه اللجنة أو أى إنسان لديه ذرة من عقل هى: لماذا ذهب هؤلاء ضمن مجموعة من وضيعى الأخلاق إلى محيط مكتب الإرشاد؟ وما هى المهمة التى ذهبوا من أجلها؟ هل هى تغطية حملة السباب والشتائم والاعتداء على المركز العام للإخوان؟ وماذا جرى حقيقة ليصل الأمر إلى حد الاشتباك؟ يقينى أن هؤلاء الصحفيين المزعومين لم يكونوا سوى جزء من تشكيل ينتمى إلى المستنقع ذاته، دبر مهمته القذرة بليل وأعد سيناريوهاتها مسبقا، وأن الصدفة لم تكن وحدها سبب وجودهم فى المكان، بدليل أن أعمال الشغب والتجاوزات من كل نوع مسجلة ومصورة منذ بدايتها، وتم تسويقها إعلاميا بعد أن تحقق الهدف، وكان جدير بنقيب "الصحفيين" وأوجب عليه من طلب الاعتذار أن يقدم هو اعتذارا واضحا لكل من مكتب الإرشاد والإخوان على ما لحق بهم من أذى وسباب جراء مشاركة هؤلاء المحسوبين على الصحافة زورا وبهتانا وأن يقدمهم إلى مجلس تأديب لمحاسبتهم على المشاركة فى أعمال مشبوهة وضد القانون، وأظنه لن يفعل لأن هواه السياسى أنساه أصول المهنة وآدابها.