توالت ردود الأفعال الغاضبة من مختلف القوى السياسية اللبنانية جراء الاعتداء على أربعة مشايخ تابعين لدار الفتوى في بيروت بمنطقة "خندق الغميق" ومنطقة "الشياح"، حيث وصف الحادث بأنه "محاولة لإشعال نار الفتنة في لبنان واستدراجه لفتنة كبرى قد تعيد اللبنانيين لزمن التكاذب ورمي المسئوليات على المجرمين والمدمنين". واعتدى مجهولون على اثنين من المشايخ بعد خروجهما من مسجد محمد الأمين في منطقة "خندق الغميق" وهما مازن حريري، وأحمد فخران وقاموا بحلق لحية الأخير، واثنين آخرين في منطقة "الشياح" ذات الغالبية الشيعية، وهما الشيخ عدنان إمامة، والشيخ حسن عبد الرحمن. وعقب ذلك خرج العشرات من الشباب الغاضبين للمستشفى حيث كان شيخان يتلقيان العلاج، ورددوا شعارات مؤيدة للثورة السورية، وقطع مئات آخرون عددا من الطرق في بيروت وصيدا وطرابلس، وقامت القوى الأمنية بفتحها وإعادة الأمور إلى طبيعتها وسط أجواء من التوتر الحذر. وتمكن الجيش من توقيف خمسة من المعتدين، وقال وزير الداخلية اللبناني "مروان شريل": إن المعتدين من "أصحاب السوابق ومدمني المخدرات"، وحذر عدد من الساسة من خطورة الحادث وانعكاساته السلبية على الوضع اللبناني، وأجمعت الصحف اللبنانية كلها على وصف الحادث بأنه يعيد "شبح الفتنة" للبلاد من جديد. وحذر رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري "من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي"، ورأى فيه "وسيلة لاستدراج لبنان لفتنة كبرى"، وقال: "ثمة من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال المشينة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعيا وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي إلى آخر". وأضاف: "إن التزامن المريب لحادثي الاعتداء على المشايخ يثير أكثر من علامة استفهام ويحمل السلطات القضائية والأمنية مسئولية كشف الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء هذه الأعمال وعدم التخفي وراء أسباب تعيد اللبنانيين إلى زمن التكاذب ورمي المسئوليات على المجرمين والمدمنين والعناصر غير المنضبطة وما شابه ذلك من مخارج جاهزة لقلقلة الأمور". طالب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ "محمد رشيد قباني" بالتزام الهدوء والانضباط، وتعهد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بمحاسبة المعتدين.