* د. حسين أمين: تجهيل المصادر يؤدى لكوارث.. والتزام القواعد المهنية ضرورة * د. نرمين الأزرق: تؤثر على أمن واستقرار البلاد تكررت فى الآونة الأخيرة ظاهرة نشر أخبار كاذبة وشائعات بالاستناد لمصادر مجهلة تحت اسم "مصدر مسئول ومصدر مطلع” كان آخرها ما زعمته مجلة الأهرام العربى "أن هناك عناصر بحماس متهمة فى حادث قتل الجنود المصريين على الحدود". وحذر خبراء إعلاميون من خطورة تكرار ظاهرة نشر أخبار وشائعات كاذبة على لسان مصادر مجهّلة تتعلق بأمن واستقرار الوطن وعلاقاته ومؤسساته بالداخل والخارج وبالجوار بتوقيت حساس للغاية، وأنها دائمًا ما تكون أخبارًا ضعيفة وتهدف لسياسة معينة بعيدة عن التزام القواعد المهنية، وتعتم على الرأى العام وتثير بلبلة. وطالبوا فى تصريحات ل"الحرية والعدالة" بتفعيل قانون العقوبات الذى يحظر نشر أخبار كاذبة، وسرعة قيام الجماعة الصحفية بالتصدى لهذه الظاهرة. وكان سامى أبو زهرى -المتحدث باسم حركة حماس- قد نفى ما نشرته مجلة "الأهرام العربى" فى تصريحات صحفية له ووصفها بأخبار كاذبة تهدف لإثارة الفتنة والضغائن بين الشعب المصرى وحركة حماس"، وقال إن جثث الذين هاجموا الجنود المصريين فى رفح تسلمتها القاهرة، ولم يكن بينها جثة أى فلسطينى. ومن جانبه، قال حسين أمين -أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية- إن الأخبار التى يصدرها الإعلام المصرى دون ذكر مصادرها هى أخبار مشكوك فى صحتها، وتهدف إلى تشويه الرأى العام. وأضاف أن الإعلام لابد أن يلتزم بمهنيته فى ذكر مصادره حتى لا تحدث عملية التعتيم على الخبر فتقل مصداقيته لدى القارئ، مضيفًا أن الأخبار التى توصف بأنها مصدر مجهول أو مصدر مسئول دائمًا ما تكون أخبارًا ضعيفة وتهدف لسياسة معينة بعيدة عن المهنية الإعلامية. وأكد "أمين" أن كثيرًا من الأخبار التى تتوارد فى الإعلام المصرى بهذه الطريقة ذاع انتشارها فى الفترة الأخيرة، ولا بد للقائمين على الإعلام فى مصر أن يدركوا خطورة هذا الأمر؛ حتى لا تحدث بسببه كوارث داخلية وخارجية. فى السياق ذاته، حذرت د.نرمين الأزرق -المدرس بكلية الإعلام، جامعة القاهرة- من خطورة تكرار ظاهرة النشر لقضايا تتعلق بالأمن القومى المصرى تقوم على تجهيل المصادر، مشيرة لشائعات إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وغيرها من أخبار مفبركة وملفقة. وطالبت بإظهار المصدر فى القضايا الحساسة والتيقن منه، وفى حالة عدم ذكره يجب أن يكون لدى الصحفى وثيقة ومستندات وبيانات موقعة ومختومة بالمعلومات، محذرة من حساسية التوقيت الحرج الذى تعيشه مصر؛ حيث تمر بمرحلة انتقالية لا تحتمل مثل هذه الأخبار الكاذبة والشائعات؛ مما يؤثر على استقرار وأمن مصر وعلاقتها الداخلية والخارجية، فى وقت تحتاج فيه إلى البناء وليس الهدم. وأشارت "الأزرق" إلى أن الدول الديمقراطية ومنها أمريكا تنظم النشر بقضايا الأمن القومى بشكل لا يترتب عليه أى ضرر اقتصادى أو سياسى. ودعت أهل المهنة ومؤسساتها من نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة وكلية الإعلام والجماعة الصحفية إلى وضع قواعد مهنية حاسمة تمنع تكرار هذه الوقائع، لأن تكرارها معناه أنها تتم إما عن قصد وإما عن جهل ويترتب عليها فقدان المصداقية والمهنية معا. وأكدت ضرورة تفعيل مواد قانون العقوبات التى تحظر نشر المواد الكاذبة، ومحاسبة الصحف أمام القانون وأهل المهنة، واعتذار الصحيفة عن نشرها.