ما إن تفتح صحيفة من صحف الأكاذيب الخاصة المنتشرة هذه الأيام والتى لا وظيفة لها إلا هدم الثورة والتحريض على العنف، إلا وتجدها تنشر أخبارا ملفقة كاذبة تحت عناوين -براقة مثل: (كشفت مصادر عسكرية).. (مصادر سيادية).. (مسئول عسكرى).. (مصدر مطلع)، ثم تدس السم فى العسل وتشرع فى وصلة أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، ينخدع بها المواطن البسيط ويتصور أنها مصادر حقيقية ويصدق الخبر مع أنها فى الحقيقة مصادر (وهمية) أو (مكشوف عنها اللحاف) يغطون بها أخبارهم الكاذبة!!. وبصفتى صحفى عملت فى عشرات الصحف والمجلات والفضائيات على مدار 28 عاما وأعلم أساليب الفبركة الصحفية ووسائل التدليس التى يلجأ لها غالبية الصحفيين الفاشلين أصحاب الأجندات المشبوهة ووسائل الكذب المتبعة، أؤكد لكم أن هناك أنواعا عدة من الأخبار التى أنفرد حصريا بأن أطلق عليها وصف (مكشوف عنها اللحاف)!. النوع الأول: هو الأخبار السياسية الملونة التى تستهدف الضغط على السلطة السياسية أو إثارة غضب الشارع من النوعية المنتشرة هذه الأيام التى تحاول فبركة أخبار عن وجود صراع بين الجيش والرئيس محمد مرسى أو بين الشرطة والرئيس بفبركة أخبار كاذبة، وهذه تبرع فيها صحف (الوطن) و(المصرى اليوم) و(الدستور) و(التحرير) و(الموجز)؛ فتجدهم مثلا ينشرون خبرا يقول: (حماس تطلب وساطة مرسى للقاء السيسى والجيش يرفض) لترسخ فى ذهن القارئ أن هناك عداء بين الجيش والرئاسة، وخبرا بعنوان (الجيش أبلغ الرئاسة رفضه تشكيل ميليشيات وغضبه من تصريحات الإسلاميين) بهدف زرع فكرة الميليشيات الكاذبة فى أذهان المصريين كأنها حقيقة وهى أكذوبة!!، وخبرا بعنوان: (بورسعيد رفضت لقاء مرسى) بهدف ترسيخ فكرة أن أهالى بورسعيد يكرهون الرئاسة! النوع الثانى: هو من نوعية أخبار ملك الدعاية النازى (جوبلز) عبر توجيه القارئ للقناعة بآرائهم السوداء، مثل نشر عناوين كاذبة خادعة وعندما تذهب للخبر لا تجد فيه شيئا من الصدق أو مما هو منشور فى العنوان، مثل الزعم أن (حماس تعترف بقتل الجنود المصريين) وعندما تقرأ الخبر لا تجد اعترافا ولا يحزنون، وإنما محاولة لتضليل القارئ والتدليس عليه عبر أخبار (مجهلة) -أى دون مصدر- ولحبك الكذبة تجدهم ينشرون فى نهاية الخبر تصريحا لشخص مجهول من حركة جهادية فلسطينية مثلا تنتقد الجيش المصرى، بغرض تثبيت فكرة كراهية الفلسطينيين المزعومة للجيش المصرى ومن ثم كراهية القارئ المصرى للشعب الفلسطينى والمقاومة!، وعندما يتحدثون عن الحوار الوطنى بمقر الرئاسة يطلقون عليه اسم (حوار مرسى) لتبرير مقاطعة المعارضة ويقولون (حوار وطنى جديد ل«إنقاذ مرسى»)!!. النوع الثالث: هو الترويج لأخبار كاذبة محضة مثل (الضبطية القضائية للمواطنين) وأن الهدف منها هو السماح ل"الميليشيات الإسلامية" -لاحظ التسمية المقصودة لتخويف الناس- بأن تعتقل المعارضين!!، بينما الحقيقة هى أنه لا يوجد "قرار" أصلا ولا ضبطية قضائية للمواطنين وإنما "بيان" صادر عن النائب العام، وليس صحيحا أن المواطنين أُعطوا سلطة الضبطية القضائية، ولكنك تجد جهلاء الإعلام ينشرون الخبر المكشوف عنه اللحاف كأنه حقيقة مثل سؤال الضيف فى فضائياتهم: "إيه رأيك فى إعطاء المواطنين حق اعتقال بعضهم البعض؟!"، فيرد صاحبنا -بعدما وضع فى فخ كذب محكم- برفضه لهذه الضبطية الوهمية!!. النوع الرابع: هو من النوع التحريضى الفج الذى يساعد على تبرير العنف أو انقلاب الجيش والشرطة على مؤسسة الرئاسة المنتخبة عبر إبراز أخبار كاذبة على لسان مصدر عسكرى وهمى يطعن فى الرئاسة ويتهمها بعدم الوطنية وحمايتها لمصالح الإخوان على حساب المصريين أو عدم دفاعها عن الأقباط المعتقلين فى ليبيا، بينما دافعت عن الإخوان المعتقلين فى الإمارات، أو الزعم أن (الأمن المركزى يمهل مرسى ?? ساعة) وأن (قائد الجيش "السيسى" يهدد مرسى)!؟، ومنها أخبار تجميل جماعات فوضوية مثل بلاك بلوك وتشجيعها بنشر أخبار تقول: (بلاك بلوك" تهدد الرئيس مرسى: الرحيل أو الفوضى) ووصف صحيفة الوفد لهم بأنه شباب وطنى يغار على بلده!، ومنها أيضا محاولة إبراز أخبار وزير الدفاع السيسى فى الصفحات الأولى (كما تفعل الأهرام أيضا حاليا)، وبالمقابل إهمال أخبار الرئيس وأخبار الوزراء الناجحة فى حل مشاكل الجماهير أو افتتاح مشروعات جديدة. النوع الخامس: هو نوعية الأخبار المفبركة الابتزازية وغالبا ما توجهها صحف أسبوعية ساقطة بهدف ابتزاز رجال الأعمال مثل نشر أخبار عامة عن مستندات تدين رجل أعمال معينا أو تهاجمه لمدة أسبوع، وفى الأسبوع المقبل تجدها تنشر إعلانات مكثفة لهذا الرجل، الهدف ليس البحث عن الحقيقة ولكن البحث عن شيكات الإعلانات!.