هل تختلف معى فى أن هذه الأعداد الهائلة من جيش البلطجية –مدفوعة الأجر- التى ظهرت يوم موقعة الجمل للهجوم على ثوار الميدان لا يمكن أن يتحولوا بين يوم وليلة لمواطنين شرفاء، وأنه لا يزال هناك "حد بيستخدمهم" الآن مثلما كان بيستخدمهم أيام الثورة ولنفس الهدف؟!. وهل تختلف معى فى أن هؤلاء المشبوهين الذين يدعمون البلطجية ويحشدونهم (من رموز النظام البائد والكارهين للتيار الإسلامى وعملاء الخارج) لا يرحبون بالجيش ولا يطالبونه بالعودة ويقومون بتوقيع توكيلات عبيطة لقائد الجيش، ولكنهم يعتبرونه أقل خبرة من الشرطة المحلية فى مواجهتهم، وسينقلبون على قوات الجيش ويعودون لرفع شعار (يسقط حكم العسكر) بعد أن يحيّدوا الشرطة؟ وهل تختلف معى أن هدفهم بعد الإيقاع بين الجيش والشرطة، وإبعاد الشرطة من الواجهة –عبر تكثيف أعمال حرق وتدمير مقارها– هو تهيئة الظروف الفرصة لفرض سيطرتهم على محافظة مثل بورسعيد؛ لأن الجيش لا يمكنه الرد على العنف بالدبابات، وذلك على أمل أن ينتقلوا إلى محافظات أخرى ويفرضوا حالة من التمرد المصطنع كأمل أخير للإطاحة بالرئيس المنتخب بقوة. وهل تختلف معى أن هناك عناصر متآمرة تحركها أصابع داخلية عميلة للعدو الصهيونى تستهدف ضباط الجيش بإطلاق الرصاص عليهم فى بورسعيد لأهداف إستراتيجية تتعلق باستهداف المدينة الباسلة نفسها واستغلال غضب وحزن أهالى الشهداء، بدليل الصور التى رأيناها ومنها واحدة لثلاثة ملثمين يمسكون برشاشات ويطلقونها باتجاه ضابط جيش، ويحاولون إيهام الشعب أن من يفعل هذا هو الشرطة لضرب الشرطة بالجيش وتنهار المدينة ويتعطل آخر مورد يغذى ميزانية مصر المنهارة وهو دخل قناة السويس، وجلب التدخل الأجنبى وإنهاء الثورة فى آخر المطاف؟! موجات التخريب والعنف والحرق وقطع المواصلات وتكدير الآمنين والسلامة العامة للمجتمع والاقتصاد أصبحت خطرا لا يمكن السكوت عنه؛ لأننا أصبحنا أمام خطة واضحة لتوسيع دائرة العنف والقلاقل بأعداد محدودة من الكوادر والبلطجية فى بؤر مختلفة كل يوم وفى عدة محافظات، وهى خطة صهيونية أمريكية لتحويل مصر إلى دولة فاشلة، وضمان استمرارها فى نفس سياسات التبعية للعهد البائد. وفى العهد البائد كانت إستراتيجية الشرطة هى الهجوم على المتظاهرين والمعارضة فى الأماكن التى تتجمع فيها مثل ميدان التحرير أو نقابة الصحفيين أو غيرها.. ولكن بعد الثورة أصبحت عقيدة الشرطة هى فقط حماية المنشآت وحماية أماكن تواجدها، فما الذى يجعل أحدا يذهب إليهم هناك فى مقارهم وضربهم بالنار أو المولوتوف أو حرق مقارهم إلا إذا كان عدوا للثورة أو فوضويا جاهلا يتصور أن هذه هى الثورة؟!. الشعب كله يطالب الرئيس ووزارة الداخلية بالتصدى لهذه المؤامرة بحزم أكبر ضد هؤلاء البلطجية واللصوص ومن يقف وراءهم(!).. مطلوب مبادرة تعلنها الرئاسة أو الداخلية تعلن فيها بوضوح أنها سوف تقوم بفتح ميدان التحرير مثلا، وعلى القوى الثورية الحقيقة سحب أنصارها –ده لو وجدوا أصلا هناك– كى لا يكونوا غطاء لهؤلاء المجرمين بدعاوى أنه هجوم على الثوار. ومطلوب أن تحشد مزيدا من قوات الشرطة فى المناطق التى تنتشر فيها أعمال العنف الممنهج حاليا، وأن تعطى لها إمكانيات سلاح أكبر، وأن تعتقل كل هؤلاء الذين يستخدمون العنف؛ لأنهم ليسوا متظاهرين سلميين، وما يفعلونه هو جرائم فى حق الوطن كله. ومطلوب من جميع القوى الوطنية والإسلامية والهيئات والمؤسسات الشعبية المنتخبة كافة عقد اجتماع طارئ لإصدار عهد وميثاق واضح ينص على تجريم كل وسائل العنف فى العمل السياسى: مولوتوف- حجارة- رصاص- خرطوش- شوم- قطع مواصلات- الاعتداء على أى مبانى أو ممتلكات عامة أو خاصة؛ لأنها أعمال مجرمة فى القانون.. ولو رفض أى فصيل معارض المشاركة فى إصدار هذا الميثاق فيجب تجريسه وفضحه وتوجيه أصابع الاتهام إليه بأنه يساند هذا العنف بيده أو بصمته وتشجيعه له.. افضحوهم وكفانا صمتا.