* شفيق وخلفان ودحلان إيد واحدة لمحاربة ثورات الربيع العربى * د. نيرمين عبد السلام: الإعلام الصادق يؤثر بقوة فى عقول الجماهير أطلقت دولة الإمارات العربية مؤخرا فضائية إخبارية جديدة تحت اسم "الغد العربى"، اتخذت من العاصمة البريطانية لندن مقرا رئيسيا لها، إضافة إلى مكاتب أخرى بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية. وقالت مصادر إعلامية فى لندن إن الأمن الإماراتى يشرف مباشرة على أجندة هذه الفضائية، وإنها تهدف فى المقام الأول إلى التشويش على التيارات الإسلامية التى صعدت للحكم فى عدد من الدول العربية والإسلامية، خاصة مصر، حيث تمثل الفضائية إحدى أهم الأذرع الإعلامية فى معركة الإمارات مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى مصر، ولهذا حرصت على اتخاذ مكتب رئيس لها فى القاهرة. وتضم القناة وجوها إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات والتيارات الإسلامية، من أمثال: أحمد شفيق المرشح الرئاسى الخاسر الهارب، والقيادى الفلسطينى فى حركة فتح محمد دحلان، وضاحى خلفان، قائد عام شرطة دبى، كما أنها ضمت المذيع موسى العمر الذى تم طرده من قناة "الحوار" على خلفية علاقاته الوطيدة بجهاز الأمن الإماراتى. تمويل القناة يتولاه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وبدعم شقيقه محمد بن زايد آل نهيان، ويشارك فيها 4 مستثمرين خليجيين ومستثمر مصرى، ومديروها مقربون من القيادى الفلسطينى والفتحاوى السابق المقيم بأبو ظبى، العقيد محمد دحلان، الذى تشير المصادر إلى أنه عضو فى مجلس إدارة القناة، كما يدير القناة باسم الجمل الذى كان يعمل فى قناة "العربية" بدبى. "الغد العربى" قناة أخبار ومنوعات تبث على مدار ال24 ساعة من خلال القمرين نايل سات وهوت بيرد، أما الاستوديوهات التابعة للقناة فتقع بأحد أرقى الأحياء غرب لندن لا تقل عن تجهيزات أهم محطات تليفزيونية بريطانية مثل "سكاى نيوز"، و"بى بى سى" العربية، إذ تضع نصب عينها منافسة قناة "الجزيرة" القطرية وقد ضمت عددا كبيرا من إعلامييها. وفى هذا الصدد تقول الدكتورة نيرمين عبد السلام -أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة-: أصبحنا فى عصر حرية الإعلام، ومن غير الممكن السيطرة على المحتويات الإعلامية التى تصل للمشاهد، ولكن هناك أكثر من طريقة يمكن بها الوقوف فى وجه مثل تلك القنوات من خلال التوسع فى القنوات التى تقدم إعلاما جادا من شأنه جذب اهتمام المشاهد المصرى، مضيفة أن ذلك لن يأتى إلا من خلال تخصيص الدعم المادى الكبير لتوفير أحدث الإمكانات والتقنيات؛ كى تظهر تلك القنوات بصورة تقنية تستطيع منافسة القنوات الأجنبية إلى جانب توفير الخبرات الإعلامية والهندسية الكبيرة للنهوض بمستوى تلك القنوات. وتابعت أنه يجب على مثل تلك القنوات أن تتميز بالمصداقية والدقة فى تغطيتها الإعلامية للأحداث؛ كى تكسب ثقة الجمهور، كذلك التوازن فى عرض الأفكار السياسية من خلال التنويع فى الشخصيات والخبرات الفكرية والسياسية التى تظهر على شاشتها من مؤيدين ومعارضين، وبهذا نستطيع الوصول إلى منتج إعلامى جيد يطرد المنتج الإعلامى الردىء. وفى سبيل توعية الجمهور للابتعاد عن مثل تلك القنوات وغيرها من القنوات الموجهة تقول "عبد السلام" إنه يجب أن تكون هناك برامج مخصصة لعرض المواد التوثيقية لكشف الأكاذيب والشائعات والتغير فى المواقف السياسية والفكرية للإعلاميين المتحولين، ولا نكتفى بعرض ذلك فى الفواصل بين البرامج كما هو متبع على قناة "مصر 25" حاليا. أما عن أزمة تليفزيون الدولة فتعلق أستاذة الإعلام قائلة: "حرص العاملين بمبنى ماسبيرو والصحف القومية على توصيل الرسالة إلى الجمهور بالتغيير وعدم الموالاة للحكومة والنظام- كان له نتيجة عكسية؛ حيث اتجهوا لعرض السلبيات وتضخيم الأخطاء والتركيز عليها بدلاً من عرض السلبيات والإيجابيات وتقديم الحقائق كما هى بنزاهة وحيادية ودقة وتوازن تليق بالضمير الإعلامى المحترم"، لافتة إلى أنه لا بد من اختفاء شخصية الإعلامى وإبراز الحقيقة كما هى دون تلوين، وعلى من يريد أن يذكر رأيه فليعبر عن ذلك من خلال القنوات أو الصفحات والأعمدة المخصصة للرأى.