فى لقاء هو الأول من نوعه، افتتح الرئيس محمد مرسى، السبت الماضى اللقاء الأول ل"المنتدى المصرى للسياسة الخارجية"، تحت عنوان "رؤية جديدة للسياسة الخارجية المصرية". ولقاء المنتدى المخصص لطرح ومناقشة الرؤية الكلية لماهية السياسة الخارجية المصرية الجديدة وأهدافها العامة واتجاهات حركتها الأساسية، شمل ثلاث جلسات، الأولى: عن الرؤية الكلية للسياسة الخارجية المصرية، والثانية: عن الإستراتيجية المرحلية للسياسة الخارجية، والثالثة: عن العمل البحثى فى مجال السياسة الخارجية. ومن كلمة الرئيس مرسى التى ألقاها فى افتتاح المنتدى يمكن استنباط مجموعة من التوجهات والمحددات التى تضبط السياسة المصرية خارجيا وداخليا. فعلى المستوى الخارجى، أكد الرئيس أن الهدف الرئيس من إطلاق المنتدى هو "بناء منظومة علاقات مصر الخارجية على أسس ثابتة من الندية والاحترام المتبادل وحماية المصالح الوطنية". وعلى المستوى الداخلى، سعى الرئيس إلى ما أطلق عليه "سن سنة حميدة" يشارك فيها المجتمعون وهى طرح الرؤية الرسمية لمؤسسة الرئاسة على المشاركين بهدف "المناقشة والتنقيح والإضافة والنقد البناء". علاوة على ما سبق، فقد استهدف الرئيس ألا يقتصر ذلك النهج على السياسة الخارجية، "بل تنتقل إلى القطاعات الأخرى فى إدارة السياسات العامة للدولة المصرية.. والمتمثلة فى الربط الجاد والمثمر بين المؤسسات التنفيذية من جانب والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ومراكز الفكر والخبرة التى تحمل من العلوم والخبرات ما تحتاجه بلادنا لبناء نهضتها فى شتى المجالات" وذلك طبقا لكلمة لرئيس مرسى. رؤية مرنة وتأتى جلسات المنتدى المصرى للسياسة الخارجية حلقة فى سلسلة تطوير صياغة رؤية السياسة الخارجية لدى الرئيس مرسى، حيث سبق ذلك مرحلتان لصياغتها؛ حيث الصياغة الأولى فى الرؤية الحزبية التى تشكلت أثناء تأسيس حزب الحرية و العدالة وتولى الدكتور مرسى رئاسته. كما تم تطوير هذه الرؤية فى البرنامج الانتخابى للرئاسة من خلال صياغة ثانية. وبناء على ما سبق تعد جلسة السبت هى الأولى فى إطار جلسات تطوير الصياغة الثالثة لرؤية السياسة الخارجية التى تقودها مؤسسة الرئاسة بشكل رسمى و دستورى؛ حيث قدم الرئيس مرسى للحضور النسخة الثالثة من هذه الرؤية التى تم بناؤها من خلال جهد بحثى كبير متواصل خلال الأشهر الستة الماضية. إضافة إلى عدد من ورش العمل التى جاوزت الثلاثين جلسة، تمت خلالها دعوة مساعدى وزير الخارجية المختصين ومسئولى الملفات الأساسية فى وزارة الخارجية والجهات الوطنية المختلفة منها جهاز المخابرات المصرية والوزارات المعنية ولجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى، بالإضافة إلى عدد من المتخصصين من أساتذة العلاقات الدولية والقانون الدولى بعدد من الجامعات المصرية. حصاد الخبرات العلمية بنظرة سريعة على طبيعة الحضور، يظهر اهتمام مؤسسة الرئاسة بالتخصص والخبرة بعيدا عن أى حسابات سياسية أخرى. فالمنتدى نظمته وحدة العلاقات الخارجية برئاسة الجمهورية، بمشاركة وزارة الخارجية المصرية، والمجلس المصرى للشئون الخارجية؛ كما تمت دعوة الأساتذة المتخصصين وأصحاب الخبرة العملية من الدبلوماسيين وممثلى المجلس المصرى للشئون الخارجية والمهتمين بالشأن العام والشخصيات العامة من رجال الفكر والكتاب وممثلين عن المصريين فى الخارج. وصرح الرئيس مرسى بأنه قد روعى خلال هذه الجلسات "دعوة المختصين من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية اعتمادا على الكفاءة والخبرة كمعيار أساسى" كما تم التواصل بشأنها مع بعض المراكز البحثية المتخصصة ذات السمعة العلمية المتميزة. وإلى جانب القامات الكبيرة من أصحاب الخبرة، راعت مؤسسة الرئاسة دعوة شباب أعضاء هيئة التدريس المختصين للحضور بما يضيف وجودهم من رؤى جديدة تمكنهم أن يكونوا فى مقدمة ركب العمل فى بناء سياسة خارجية جديدة لمصر بعد ثورة يناير التى كانوا بأنفسهم الشرارة الأولى لانطلاقها". الشعب يصنع سياسته وبشكل مختلف تماما عن مرحلة ما قبل ثورة يناير، يمكن القول إنه بمثل تلك المبادرة فإن الشعب هو الآن من يصنع سياسته الخارجية فعليا. فقد قال الرئيس مرسى إن الرئاسة رأت ضرورة توسيع نطاق المناقشة حول الرؤية الأولية للسياسة الخارجية التى تبنتها مؤسسة الرئاسة ليتم تناولها بين المتخصصين والانتقال بها إلى بعد آخر إلى جانب البعد المؤسسى وهو "البعد المجتمعى الأشمل بهدف إضافة جوانب جديدة تتصل بفئات المجتمع المختلفة لا تتضمنها الرؤى المؤسسية للسياسات ومراعاة لاستقامة هذه الرؤية مع توجهات الرأى العام". كما جاء الإعلان عن سعى مؤسسة الرئاسة لأن تكون الجلسة الأولى للمنتدى انطلاقة لمركز فكرى رسمى يسمى "المنتدى المصرى للسياسة الخارجية" لتبين توجه الرئاسة نحو التواصل مع جميع المراكز البحثية الفاعلة فى مجال السياسة الخارجية فى مصر. علاوة على ذلك، فسيشكل المنتدى والمتعاملين معه أساسا لدعم اتخاذ القرار وبنائه على الدراسة العلمية وإشراك أهل الاختصاص على مختلف المستويات. ومن بين مهام المنتدى التواصل مع المجتمع من خلال فعاليات تضم ممثلى النقابات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال وطلبة الجامعات وغيرهم من فئات المجتمع.