أثار تبادل شمال وجنوب السودان الاتهامات بحشد جيشهما على الحدود المشتركة بينهما مخاوف من اندلاع موجة جديدة من القتال بين الدولتين، خاصة بعد فشل الجانبين فى التوصل لاتفاق بشأن تصدير النفط الجنوبى عبر الموانئ الشمالية، بعد رفض جوبا "خطة الطريق" التى قدمتها كل من كينيا وإثيوبيا. ورأت جوبا أن الوثيقة مجحفة، لأنها تربطها بالشمال من جديد، ولا تتيح لها البحث عن مصادر أخرى لتصدير النفط، بجانب تلميحات البعض بوجود أجندات خارجية تمنع جوبا من التوصل لأى اتفاق مع الخرطوم. استبعاد خيار الحرب مراقبون استبعدوا اندلاع حرب خلال الفترة القادمة بسبب الأحداث المتشابكة التى تمر بها المنطقة وبخاصة الدول الإقليمية والأوروبية، لافتين إلى أن التوترات قد تنتهى بتوصل الطرفين لاتفاق اقتصادى ربما يكون محدود النطاق ومقصورا على مجال النفط، غير أنه رجح إمكانية أن يسفر استمرار التوترات فى بعض الأحيان إلى حرب بالوكالة عبر حركات المعارضة فى كلا الدولتين. واتهمت السلطات المحلية بولاية جنوب كردفان الجيش الشعبى بحشد قواته بمقاطعة (فارينق) بولاية الوحدة التابعة للجنوب على الشريط الحدودى مع ولاية جنوب كردفان. وقال معتمد محلية البرام "صلاح دودارى كافى" إن عددا من أبناء المحلية هربوا من معسكرات الجيش الشعبى فى فارينق وأبلغوا السلطات فى الشمال بوجود حشود عسكرية فى المنطقة المتاخمة للبرام. وعلى جانب التصعيد الكلامى الذى سبقته مناوشات عسكرية بين جيش الخرطوم وقوات الحركة الشعبية فى منطقتى النيل الأزرق وأبيي، حذر الرئيس السودانى عمر البشير من أن الأجواء بين بلاده وجنوب السودان أقرب إلى الحرب منها إلى السلام، الأمر الذى دفع مراقبين للقول إن أطراف بحكومة جنوب السودان لديها أجندات خارجية تعرقل الوصول إلى أى إصلاح فى العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن حكومة الجنوب أصبحت منساقة للخارج بشكل كبير ولا تقدر مصلحة شعبها وتعتمد على منظمات الأممالمتحدة وغيرها لتقديم الخدمات للمواطنين. فاتورة الحرب ودوليا، الأوضاع الاقتصادية الراهنة التى تمر بها الدول الأوروبية قد تجعل من الصعب عليها تحمل فاتورة الحرب، كما أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيسعى للتهدئة وعدم دعم جوبا. وبناء على ذلك فإن استمرار التوتر دون حدوث مواجهات عسكرية هو الأرجح بل قد يدفع الطرفين لمحاولة التوصل لاتفاق اقتصادى، ربما يكون محدود النطاق ومقصورا على مجال النفط، خاصة مع توصل الطرفان مؤخرا فى أديس أبابا وبوساطة إفريقية لاتفاق أمنى ينص على "احترام كل منهما لسيادة الآخر ووحدة أراضيه، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية ورفض استخدام القوة يصب فى هذا الاتجاه، ويعد نواة لتسوية ملف النفط وما قد يستتبعه من باقى الملفات الشائكة. إلا أن استمرار التوتر قد يسفر فى بعض الأحيان عن اندلاع حرب بالوكالة من خلال دعم المعارضة فى كلا الدولتين، خاصة بالنسبة للجنوب التى قامت بذلك خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها فشلت.