تنطلق، غدًا الأربعاء، القمة الإسلامية الثانية عشرة للمرة الأولى في القاهرة، لتبدأ منظمة التعاون الإسلامي ثلاث أعوام تحت رئاسة جمهورية مصر العربية. ويفتتح الرئيس محمد مرسي مؤتمر القمة الإسلامية، كما يلقي كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية للقمة، وذلك بعد تسلم رئاسة القمة من السنغال التي انتهت فترة رئاستها. وتشهد القمة مشاركة مكثفة من وفود الدول الإسلامية، حيث يشارك 26 رئيس دولة وملك وأمير، بالإضافة ل29 رئيس حكومة ووزير. كما بدا واضحا أن مستوى الحضور وكثافته بداية من مؤتمر كبار الموظفين للتحضير للقمة يومي السبت والأحد الماضيين؛ حيث مثَّل كل بلد وفد لا يقل عن أربعة من كبار الدبلوماسيين، وليس مجرد تمثيل بدبلوماسي واحد؛ كما ظهر حرص وزراء خارجية الدول الإسلامية أيضا على المشاركة، مما يدل على اهتمام واسع بالقمة وثقة بما سينبثق عنها من قرارات. وتنعقد القمة تحت عنوان "العالم الإسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية"؛ حيث تتناول القمة العديد من القضايا بعضها ممتد وبعضها مستحدث. ويبدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم؛ ثم تقرير رئيس الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي؛ ويتم انتخاب أعضاء المكتب؛ ثم يتم اعتماد مشروعي جدول الأعمال وبرنامج العمل. عقب ذلك يتم استعراض تقارير رؤساء اللجان الدائمة (لجنة القدس، كومسيك، كومستيك، كومياك). وعقب ذلك يتم النقاش حول "التحديات الجديدة والفرص المتنامية للعالم الإسلامي" وذلك فيما يخص ستة موضوعات رئيسية تبحثها القمة، وهي الاستيطان في أراضى دولة فلسطين، وحالات النزاع السياسي وبؤر الصراعات في العالم الإسلامي مثل سوريا ومالي والسودان والصومال وجامو وكشمير، ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان، والموضوعات المرتبطة بالوضع الإنساني في الدول الإسلامية، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وكذلك التعاون العلمي وبين دول منظمة التعاون الإسلامي. ويغلب على القمة سمة ترشيد الموضوعات للوصول إلى أقرب الحلول العملية؛ وهو ما قال به السفير عمرو رمضان، حيث من المقرر أن تكون كلمة كل رئيس في حدود سبع دقائق بعيدا عن الكلام المطول، وذلك للتوصل لصيغ عملية تنبني عليها تحركات. وتستمر القمة حتى غد الخميس، يناقش فيها قادة العالم الإسلامي كافة القضايا، ويصدر عن القمة بيان بما توصلوا اليه. من جانبه، أوضح السفير عمرو رمضان نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، أنه تم توقيع وزراء خارجية بعض الدول على بعض اتفاقيات المنظمة وبصفة خاصة اتفاقية منظمة تنمية المرأة التي تستضيفها مصر بالقاهرة؛ مشيرا إلى أن ميثاق منظمة تنمية المرأة وقع عليه مؤخرا أربع دول، وهى السعودية وتركيا وليبيا وغينيا، وبذلك يكون عدد الموقعين على هذه الاتفاقية 15 دولة. وبين السفير أن هذه المنظمة كي تدخل حيز التنفيذ ينبغي توقيع وتصديق 15 دولة، وبالتالي الآن تم الوصول إلى العدد المطلوبين للموقعين؛ كما أن هناك دولتين صدقتا بالفعل على الاتفاقية هما الجابون وجيبوتي؛ كما وجّه وزير الخارجية الدعوة إلى الدول لاستكمال إجراءات التصديق، مشيرا إلى أن مصر ستشرع في إجراءات التصديق بعد انتخاب مجلس النواب. كما انعقدت، أمس الثلاثاء، جلسة وزارية خاصة عن فلسطينوالقدس، حضرها وزراء خارجية كل من مصر وفلسطين ووماليزيا وإندونيسيا وكوبا والسنغال وجنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوي وكولومبيا وإيران والجزائر وبنجلاديش وفنزويلا؛ حيث من المرجح أن يصدر قرار خاص حول فلسطين فى نهاية القمة. وأثناء وعقب القمة من المقرر عقد وإجراء لقاءات ثنائية أو أكثر بين الرؤساء لتناول العديد من القضايا، وقد تأكد الترتيب للقاء ثنائي بين الرئيس مرسي والرئيس التركي عبد الله جول عقب القمة.