* التجربة التركية تعتمد على دمج الطبقات الدنيا مع الطبقات الغنية * البرازيلية تقوم على إيجاد مساحات خضراء وقاعات للنشاطات المفتوحة أفكار مليونية لتطوير المناطق العشوائية، أطلقتها مجموعات شبابية، فى مختلف أنحاء الجمهورية، تهدف لتطوير تلك المناطق بعيدا عن الحكومة المحملة بالكثير من الأعباء؛ حيث تقدر الأموال المطلوبة ب170 مليار جنيه، وهو ما يمثل عبئا على موارد الدولة، لذلك كانت تلك الأفكار، فمنها ما لم يتعد مجرد الأفكار والخواطر فى عقول مُطلقيها، ومنها ما اتُخذ فيه خطوات حقيقية على أرض الواقع. حاكى هؤلاء الشباب من أفراد فرادى إلى الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال، الكثير من التجارب العالمية التى نجحت فى علاج تلك الأزمة لديهم؛ منها: تجربة المكسيك وبوليفيا اللذين واجها مشكلة العشوائيات عن طريق "التعاونيات"، وهى أن تقوم الدولة من خلالها بتوفير قطعة الأرض التى يتملكها سكان العشوائيات على أن يقوموا بمساعدة الجمعيات الأهلية والجهات المانحة بتوفير تكلفة البناء، ويأتى دور الدولة بعد ذلك فقط فى توفير الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة. وكذلك التجربة التركية فى القضاء على المناطق العشوائية والتى تعتمد على دمج الطبقات الدنيا مع الطبقات الغنية وعدم الفصل بينهما فى أماكن مختلفة حتى يندمجوا مع بعضهم البعض وتستطيع الطبقة الغنية أن تؤثر فى سلوكيات الطبقات الأقل منها. أما فى مدينة ساو باولو فى البرازيل، وهى واحدة من أكبر المدن فى البرازيل التى تعانى العشوائيات لم يسع المسئولون بجهاز المدينة لفرض الحلول على ساكنى المناطق العشوائية، بل قاموا بعقد حلقات نقاش مع السكان وصلت إلى 200 حلقة نقاشية وورشة عمل على مدى عدة سنوات للاستماع لرؤيتهم للحلول، وبدأت الحكومة البرازيلية فى خطة فاعلة للقضاء على العشوائيات ليس فقط ببناء سكن صحى ولكن أيضا بإيجاد مساحات خضراء وقاعات للموسيقى والنشاطات المفتوحة. وتعد التجربة البرازيلية مشابهة للخطة التى يتبعها الآن فى مصر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية المهندس عصام رضوان، والتى بدأ بها منذ ثلاثة أشهر فى "عزبة أبو حشيش"؛ حيث بدأ تشكيل لجنة منهم لحل مشاكلهم بشكل ذاتى؛ من خلال حوار مجتمعى مع الأهالى للاستماع إلى مقترحاتهم لتطوير المنطقة وإمدادها بمختلف الخدمات اللازمة لها بمشاركة الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال. وتم تشكيل لجنة تضم ممثلين لأهالى المنطقة بكافة طوائفها وفئاتها (مسلمين، مسيحيين، شباب، شيوخ، نساء)، وعقدت عدة اجتماع بمكتب نائب المنطقة لعرض سبل ووسائل تطوير المنطقة والقضاء على المشكلات التى تعانى منها فى مجال الصحة والإسكان والصرف الصحى والمياه والمخابز ومراكز الشباب ورصف الطرق وتدبير الأسواق البديلة لتجار الخردة الذين يفترشون الشوارع ويعيقون سير المشاة والسيارات بالمنطقة. كما نجحت محافظة القاهرة فى الوصول إلى اتفاق مع مستثمرين لبناء مشروع سكنى يضم 500 وحدة سكنية بحى الشرابية لتسكين القاطنين بالمناطق العشوائية الموجودة بالحى، وتم ذلك التعاون مع إحدى الجمعيات الكويتية.