يستهل المنتخب الغانى رحلة البحث عن الأمجاد فى أدغال القارة السمراء عندما يستدرج نظيره الكونجولى اليوم فى أولى موجهات المجموعة الثانية لبطولة كأس أمم إفريقيا "جنوب إفريقيا 2013"، فيما يسعى المنتخب المالى لغسل أحزانه المحلية أمام منتخب النيجر فى ثانى زياراته إلى نهائيات الكان على التوالى. وتبدو كافة الأمور مهيأة أمام المنتخب الغانى من أجل استعادة العرش القارى منذ 31 عاما كاملة، فى ظل تجانس الصفوف واكتساب هذا الجيل من اللاعبين خبرة المحطات الكبرى، تحت قيادة مدرب وطنى مخضرم جيمس كويسى أبياه نجح فى فرض سيطرته على الفريق، وخاض فترة إعداد طيبة شحن فيها بطاريات اللاعبين قبل المعترق الإفريقى. ورغم غياب محرك النجوم السوداء وأبرز نجومها أندرى أيو عن البطولة بعد استبعاده بسبب رفضه الانضمام إلى معسكر المنتخب، إلا أن المرشح الأول للقب يدخل النهائيات القارية بتشكيلة من المحترفين والمحليين على غير العادة للوصول إلى آخر محطات البطولة. ويعول كويسى أبياه على قائده المخضرم أسامواه جيان "مهاجم العين الإماراتى" لقيادة "البلاك ستارز" إلى المنصة، فى وجود كتيبة مدججة من الأسماء الثقيلة خاصة فى الوسط يقودها كوادو أسامواه نجم يوفنتوس، وأنطونى عنان "أوساسونا"، وكريستيان أتسو "بورتو"، وإيمانويل أجيمانج بادو "أودينيزى"، محمد رابيو "إيفيان تونون جايار الفرنسى"، ومبارك واكاسو "إسبانيول"، مع الاعتماد على مهاجم تشلسى الغانى إيمانويل كلوتى "المنتقل مؤخرا إلى الترجى التونسى" لتحمل مسئولية الهجوم. وفى المعسكر الآخر تسيطر حالة من عدم الاستقرار والتخبط على الكونغو العائد إلى الساحة الإفريقية بعد طول غياب، حيث رفض لاعبو المنتخب التدريب عشية انطلاق البطولة بسبب مستحقاتهم المالية المتأخرة، وزاد من متاعب الفريق تهديدات المدرب الفرنسى المخضرم كلود لوروا بالاستقالة نتيجة الفوضى التنظيمية التى عصفت بتركيز الفريق قبل موقعة اليوم. وبعيدا عن الأجواء الضبابية للفريق الكونجولى وتأثيرها الكبير على حظوظه فى المنافسة، يبدو الفرنسى المتمرس على الأجواء الإفريقية على لملمة شتات فريقه والتعامل بخبرة السنين مع البطولة فى مشاركته السابعة فى النهائيات. ويمتلك لوروا رقما قياسيا فى الأمم الإفريقية بخوض 28 مباراة على رأس عدد من المنتخبات القارية نجح خلالها فى انتزاع اللقب مع الأسد الكاميرون، إلا أن المهمة تبدو صعبة هذه المرة فى ظل الأجواء المحيطة بالفريق. ويخوض الكونغو البطولة بتشكيلة أغلبها من المحليين يقودهم نجم مازيمبى مابى مبوتو، مع الاعتماد على ركيزة من المحترفين أبرزهم المخضرم شعبانى نوندا "جالاتا سراى"، وديوميرسى مبوكانى "إندرلخت"، وسيدريك ماكيادى "فرايبورج الألمانى". وفى ثانى مواجهات المجموعة الثانية، وعلى ملعب نيلسون مانديلا، يسعى المنتخب المالى لتجاوز الأنباء الصادمة فى بلاده وما تعانيه من اقتتال عندما يفتتح مشواره فى البطولة أمام نظيره المتواضع النيجر الذى يحط رحاله فى النهائيات للمرة الثانية على التوالى. واستعانت مالى بالمدرب الفرنسى الشاب باتريس كاريتون من أجل تجاوز إنجاز النسخة الماضية، التى حصد فيها الأسود المركز الثالث فى ثانى أفضل إنجاز فى تاريخ الفريق، وتعول الأنصار على النجم الهادئ سيدو كيتا لاعب برشلونة السابق للمنافسة على اللقب، الذى يقود تشكيلة أغلبها ينشط فى الدورى الفرنسى وتضم مجموعة مميزة من اللاعبين؛ أبرزهم سامبا دياكيتى "كوينز بارك رينجرز"، وشيخ ديارا "رين الفرنسى"، ومحمد سيسوكو "باريس سان جيرمان"، وخليلو تراورى "سوشو الفرنسى"، وثالوث الهجوم شيخ دياباتتى "بوردو الفرنسى"، وموديبو مايجا "وست هام"، ومامادو ساماسا "كييفو الإيطالى". وفى المقابل يبقى منتخب النيجر الذى يظهر للمرة الثانية فى تاريخه هو الحلقة الأضعف فى المجموعة فى ظل انعدام الخبرة مقارنة بثلاثى المجموعة وتواضع الأسماء فى لائحة المدرب جيرنو رور، إلا أنه يتمسك بآمال ضئيلة فى تحقيق المفاجأة وتسجيل انطلاقة قوية أمام مالى تمنحه دفعة معنوية لمواصلة المشوار الصعب. وتخوض النيجر البطولة بتشكيلة محلية مطعمة ب7 محترفين أكثرهم داخل القارة، وتعول كثيرا على الثلاثى وأمادو مونتارى "لومان الفرنسى"، وويليامز نجونو "إل.بى السويدى"، والقائد موسى مازوا لاعب النجم الساحلى لتغير واقع الفريق وتفجير المفاجأة.