أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن عام 2012م شهد زيادة واضحة في عدد المستوطنين والجماعات اليهودية ومجموعات قوات الاحتلال بلباسهم العسكري وعناصر مخابرات الاحتلال الذين اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى. وأشارت المؤسسة، اليوم الثلاثاء، إلى أن تقريرا إحصائيا أعدته طواقم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" و"مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" أن نحو 11 ألف مستوطن وجندي بلباسهم العسكري - ضمن برنامج الجولات الاستكشافية العسكرية- اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام مقارنة باقتحام نحو خمسة آلاف عنصر أغلبهم من المستوطنين والجماعات اليهودية في العام 2011م، فيما لوحظ تنوع أشكال الاقتحامات والتدنيسات، إذ برزت الاقتحامات المكثفة خلال ما يسمى ب"مواسم الأعياد اليهودية" والتي تخللها إقامة صلوات وشعائر توراتية وتلمودية علنية في أنحاء متفرقة من المسجد الأقصى. وذكرت المؤسسة أن عام 2012 شهد حضورًا لاقتحامات من قبل قيادات دينية وسياسية وقضائية إسرائيلية، ترافقت مع ارتفاع نبرة التصريحات لتقديم اقتراحات قوانين احتلالية ودعوات متتابعة من قبل ساسة إسرائيليين في المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، خاصة من الناحية الزمانية. وتزامن الأمر مع إصدار تقرير أمريكي يدعو إلى التساوق مع الدعوات الاحتلالية الإسرائيلية بخصوص الأقصى، كما وترافقت مع تنظيمات حفلات تلمودية انجلو- صهيونية متعددة بجوار المسجد الأقصى تحت شعار تسريع بناء الهيكل المزعوم، علما بأن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد إدخال نحو 300 ألف سائح أجنبي إلى المسجد الأقصى خلال العام الماضي، كثير منهم لا يرعى حرمة لقدسية المسجد الأقصى، وسجلت مشاهد لا تليق بحرمة وقدسية الأقصى منها الرقصات والحركات الماجنة والمشينة، وهذا النوع من الاقتحامات "السياحية" شكلت وسيلة من وسائل الاحتلال في محاولاته لإطلاق مسمى "الساحات العامة والبلدية" على أجزاء من مساحة المسجد الأقصى . فيما ظلت إستراتيجية الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى هي النشاط الأبرز للتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي وكان أهل القدس والداخل الفلسطيني رأس حربة أمام سياسات الاحتلال، وكان لمسيرة البيارق التي ترعاها "مؤسسة البيارق" ومشاريع إحياء مصاطب العلم في المسجد الأقصى التي ترعاها "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات"، ومشاريع الاهتمام بالإنسان المقدسي خاصة في البلدة القديمة بالقدس – وهم الدرع البشري الطلائعي الحامي للأقصى- التي ترعاها "مؤسسة القدس للتنمية"، ومشاريع الإعلام والتوعية والرصد والتوثيق التي ترعاها "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، الدور البارز في العمل الدءوب على تكثيف التواجد اليومي في المسجد الأقصى وعلى مدار الأيام السنة كلها، وشكلت هذه المشاريع بمجملها صمام الأمان لحماية المسجد الأقصى، علما أنها لم تمنع الاقتحامات بشكل كامل، لكنها بلا شك أوجدت معادلة واضحة تؤكد رفض الوجود الاحتلالي في المسجد الأقصى بكل أنواعه، وأعطت صورا ناصحة للصمود الذي لا ينكسر، وشكلت هذه المعادلة بارقة أمل ورافعة عزيمة للأمة الإسلامية جمعاء أن تتحرك من أجل نصرة المسجد الأقصى وإنقاذه من براثن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وفي هذ السياق، قال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني: "إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى الآن إلى تصعيد عدوانيته ضد القدس عامة والمسجد الأقصى بشكل خاص، وهو يطمع من وراء هذا التصعيد إلى تحقيق هدف مرحلي وهو تكثيف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وإقامة صلوات تلمودية مع هذه الاقتحامات حتى يبني على ذلك في المستقبل المطالبة الباطلة بتقسيم باطل للأقصى كما فرض مثل هذا التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في الخليل". وأضاف صلاح "الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عند هذا الهدف المرحلي، بل واضح جدا أن غالبية هذه التصريحات الجديدة القديمة رافقها الكثير من الممارسات التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم، وتؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع في نهاية الأمر إلى بناء هيكل أسطوري كاذب على حساب الأقصى المبارك". وأكد أن كل مخططات الاحتلال ستفشل وأنه إلى زوال وقال "ولكن سلفا أقول لهم، صرحوا ما شئتم لأنكم زائلون وتصريحاتكم زائلة وستبقى القدس وسيبقى المسجد الأقصى المبارك".