"من لا يملك بذوره لا يملك إرادته".. كان ذلك الهدف الرئيسى للمبادرة الشبابية التى انطلقت تحت عنوان "بذور بلدى"، التى يحلم أفرادها بأن يمتلك الشعب المصرى بذوره بعيدا عن الشركات الزراعية المحتكرة للأسواق العالمية، وأن يعود طعم ولون ورائحة الفاكهة والخضار كما كانت بالسابق، وكما يحكى لنا عنها جيل الآباء والأجداد من أن طعم الفاكهة والخضار أصبح "ماسخا دلعا" دون رائحة ولا طعم، وكما يذكر من له أصول ريفية أنه كان يقطف الفاكهة من شجرتها ليأكلها فورا دون أن يستشعر طعم المبيدات أو رائحة الأسمدة. بذور إنتاج مصرى وتعود ميوعة مذاق الأطعمة لندرة البذور البلدى نظرا لاحتكار الشركات الكبرى الباحثة عن الربح المادى مقابل مصلحة المستهلك لهذا المجال؛ فطغت البذور المعدلة وراثيا بالأسمدة والمبيدات الخاصة بها الأسواق، وتقلص حجم البذور المصرية المتميزة بطعمها ورائحتها ومذاقها لصالح الأولى.. مما دفع مجموعة من الشباب بالتعاون مع أربع جمعيات هم (green peace، نوايا، جمعية نبتة، جمعية 350)، وكلها منظمات غير هادفة للربح لإطلاق حملة "بذور بلدى" مستهدفة إعادة الطعم والريحة للخضار والفاكهة المصرية مما سيكسبها بعد عدة سنوات سمعة جيدة بالأسواق العالمية لتدر أرباحا على البلاد بخلاف استعادة الغذاء الصحى للمستهلك المصرى بأقل تكلفة. يقول أحمد الدروبى -أحد منسقى الحملة- فى تصريح سابق: "أصبحت لا تخلو أسرة من مريض مصاب بالسرطان أو الكبد وخلافه، وهذا يعود لكم الهرمونات والكيماويات الهائل التى نتناولها بشكل غير مباشر فى غذائنا، وهذا ما دفعنا للتعاون بين أربع منظمات غير ربحية وشباب مستنير للحد من أضرار البذور المعدلة وراثيا". غذاء محلى فى كل مكان ويوضح فكرة المبادرة قائلا: "تقوم فكرتنا على جلب البذور البلدى المتميزة التى حصلنا عليها بصعوبة من بعض المزارع العضوية ثم نقوم بخلطها بالطمى والسماد العضوى والماء، ثم يتم تكويرها بشكل كرات صغيرة يعدها عدد من الشباب والمتطوعين فى ورش عمل خاصة بالحملة، وأخيرا يتم قذفها فى المساحات الخضراء كالحدائق والميادين والمساحات المهملة للتأكيد على وجود أماكن يمكن استغلالها فى الزراعة بما نوفره لها من كرات البذور المصرية مثل الشعير والقمح والبسلة والحلبة والفول". ويقول القائمون على الحملة على صفحتها بموقع فيس بوك "بذور بلدى": "إننا نسعى إلى رفع مستوى الوعى حول المشاكل المتعلقة بالإنتاج الغذائى فى مصر وتعزيز البذور المصرية المحلية، وهناك العديد من الأهداف وراء فعاليات قذف كرات البذور: - تدشين زراعة بذور منتجة ومفيدة ومحلية فى المناطق المحيطة بنا. - التشجيع على زيادة المساحات الخضراء فى شوارعنا والاستفادة بالأماكن العامة. - لفت انتباه الشارع والإعلام والرأى العام إلى القضايا المتعلقة بالغذاء فى مصر وتسليط الضوء على الكوارث الغذائية التى تصيب الشعب المصرى بأكمله. ويضيف الدروبى: "أحلم أن تحقق حملتنا هدفها وهو إعادة الثقة لمنتجاتنا الزراعية، وأن لنا الحق فى تناول غذاء صحى مصرى، وأخيرا أننا كمصريين قادرون على إعادة زراعة البذور الصحية المصرية دون تكاليف عالية، خاصة مع توافر المساحات المهملة، والأراضى الزراعية الخصبة، بالإضافة لتوافر مياه النيل وبهذا سيتم تحقيق اكتفاء غذائى فى مصر وهو ما سيعلى من مكانتها مرة أخرى". ويذكر أن حملة "بذور بلدى" قامت بأول فعالية لها بأربع مسيرات بالقاهرة (عابدين، التحرير، المعادى، مصر الجديدة)، وفى الإسكندرية فى 20 أكتوبر الماضى حاملين شعار "انت مصرى.. ازرع مصرى".