يبدأ يومهم من الفجر ليتصل باليوم الذى يليه، يتناوبون الرقابة على سير العملية الانتخابية وضمان سلامتها، يهتمون بالناخبين ورعايتهم ومساعدة الكبار منهم، ويسهلون على مشرفى اللجان مهمتهم فى رصد المخالفات ورفعها بالمحاضر إلى اللجنة العليا للانتخابات. إنهم المراقبون المدنيون.. فمن المهم أن يكون هناك مراقبون محايدون داخل اللجان الانتخابية للرصد والإشراف على أى عملية انتخابية، أيا كانت لضمان نزاهتها ومصداقيتها ومساعدة المواطنين للإدلاء بأصواتهم فى راحة تامة، وتصدى لهذه المهمة العديد من الشباب المتطوعين بوقتهم ومجهودهم، منهم من حضر بتفويض من منظمات حقوق الإنسان، ومنهم من بدأ عمله السياسى داخل أحد الأحزاب. الحيادية شعارهم غادة ياسين-من المنظمة المصرية لحقوق الإنسان- بدأت متطوعة بجهودها كمراقب لمتابعة الانتخابات منذ أول عملية انتخابية بعد الثورة فى انتخابات مجلس الشعب ومن بعده الشورى والرئاسة، وأخيرا وليس آخرا الاستفتاء على الدستور. وكان دور غادة فى الاستفتاء فى أثناء المرحلة الثانية؛ حيث بدأ يومها من الساعة السابعة صباحا لتفاجأ بأعداد الناخبين المتراصة منذ السادسة، لكن بسبب تأخر بعض الموظفين بدأت اللجنة عملها فى الثامنة والنصف؛ وعن الصعوبات التى واجهتها تقول: "أصعب ما كان يواجهنا أن بعض الناس كانت تأتى وهى لا تعرف رقم لجنتها ولا رقمها فى الكشف والجيش كان يرفض أن نساعدهم فى العثور على لجنتهم؛ لذلك كنا نرسلهم إلى المواطنين يساعدونهم فى معرفه لجنتهم عن طريق الموبايل، ونحن من جانبنا لا نوجه أحدا لأى رأى أيا كان، ولا نعلن عن آرائنا مهما حدث، والقضاة من جانبهم كانوا مرحبين بوجودنا معهم ومساعدتنا لهم". وتروى قائلة: "من أطرف المواقف التى قابلتنا فى هذا اليوم هو أن بعض الناس طلبت أن تشاهد بطاقة المستشار لتتأكد من أنه قاض، من كثرة ما سمعت فى التليفزيون من أن مدير المدرسة هو الذى يشرف على اللجنة، وآخرون أرادوا تصوير أبنائهم بورقة الاستفتاء فرفض المستشار، وبشكل عام مر اليوم بسلام". زيادة الوعى ومن المجلس القومى لحقوق الإنسان حصل الدكتور محمود فوزى -عضو المكتب الفنى لوزير الصحة لشئون الصيدلة- على تفويض لمتابعة عملية التصويت على الاستفتاء، يقول عن سبب مشاركته فى الرقابة: "يجب على كل مواطن عنده خوف على البلد أن يحاول أن يساعد فى أى شىء يقدر على القيام به، ووجدت من الواجب المشاركة فى المراقبة، خاصةً بعد ما سمعته عن بعض الانتهاكات؛ لذلك أردت التحقق بنفسى، وأن أكون قريبا جدا من عملية التصويت والفرز، ووجدت مبالغات تصل إلى حد الأكاذيب التى تنشرها بعض الصحف أو التى تذيعها بعض القنوات". ويروى د. محمود عن أحداث اليوم الانتخابى قائلاً: "تابعت التصويت فى أكثر من لجنة، ولكن معظم وقتى كان فى لجنة مدرسة أحمد بهجت الثانوية، وبدأ اليوم من الساعة السابعة والنصف صباحا بإقبال ملحوظ من الناخبين، وكان اليوم متعبا وشابته بعض المشكلات البسيطة مثل بعض الأشخاص التى كانت تسعى لإحداث أى اشتباك ولا تريد الالتزام بالوقوف فى الطابور، ولكننا كنا نتعامل معهم بهدوء ونقابلهم بابتسامة، وبعض الناس أيضا كان يريدون أن يروا بطاقة القاضى ليتأكدوا من هويته بعد ما سمعوه من الإعلام". ويرصد د. محمود ملاحظاته على الناخبين فيقول: "رغم أن المنطقة التى شاركت فى الرقابة بها كانت منطقه شعبية، إلا أن نسبة الوعى كانت قوية جدا، وعدد أخطاء التصويت كان قليلا جدا، كأن يصوِّت أحدهم على ظهر ورقة الاستفتاء، وكنا قد أخذنا دورات تدريبية فى المجلس القومى لحقوق الإنسان؛ ولكننا كنا بحاجة إلى دورات أكثر، لأن النظام السابق كان يحاول أن يُجهل المجتمع بدوره فى المشاركة فى العمل العام، ونحن الآن فى بداية مرحلة الديمقراطية". هوية القاضى أما أمنية أحمد، فحصلت على تفويضها من حزب مصر القوية التى هى عضوة فيه، لتبدأ مشاركتها فى الرقابة على الاستفتاء فى موعد فتح اللجان فى تمام الساعة الثامنة، وعلى مدار اليوم لم ترصد أى مخالفات تذكر إلا من أعداد قليلة، كأن يحاول بعض الأشخاص فى الطابور توجيه الناخبين لرأى ما، فكانت تتصدى لهم بلطف وهدوء، بالإضافة إلى نفس المشهد المتكرر؛ حيث حاولت سيدة أن تتأكد من هوية القاضى، فأراها إياها، حتى تأكدت منها بالفعل، وفى لجنتها لاحظت أمينة تزايد أعداد الناخبين عن الانتخابات السابقة وهو ما أسعدها.