استيقظ «عادل مندى»، من نومه مبكرا بعد صلاة الفجر، وأخذ يجهز حقيبته ويفتش عن أدواته لمراقبة الاستفتاء، ينتظره يوم عمل طويل وشاق، وخرج من بيته الكائن بمركز أوسيم بمحافظة الجيزة فى تمام ال6 صباحاً لا يعلم متى سيعود، قاصداً اللجان الانتخابية بأحياء القاهرة، التى كانت ضمن محافظات المرحلة الأولى، ليراقب عملية الاستفتاء باعتباره ناشطا حقوقيا بحملة «راقب يا مصرى». بدأ «مندى»، يومه قبل فتح باب اللجان الانتخابية، انتظر أمام باب إحداها فى الزمالك حتى طال انتظاره وتأخر رئيس اللجنة ولم يفتح بابها أمام الناخبين إلا بعد ال9 والنصف صباحا. طوابير الناخبين تصطف أمام سور المدرسة تنظم دخولها قوات مشتركة من الجيش والشرطة، شاهد مندى عدداً من المخالفات والانتهاكات خلال ذلك اليوم المشهود، ودوّن تلك المخالفات ووثقها ثم أرسلها لإدارة الحملة. يقول «عادل» المحامى الذى يبلغ من العمر 26 عاما، «راقبت انتخابات مجلسى الشعب والشورى بجانب الاستفتاء على الدستور، وخلال تجوالى على اللجان الانتخابية رصدت عدداً من المخالفات كان من أهمها نقص عدد القضاة المشرفين، مما تسبب فى حدوث ازدحام شديد داخل اللجان، وعدم وجود كشوف للناخبين خارج أسوار المدرسة لتساعد الأهالى فى معرفة أرقامهم التسلسلية داخل كل لجنة، مما اضطرهم للبحث عنها فى الكشوف الموجودة داخل اللجان، وتلك العملية كانت تستغرق وقتا طويلا وأغلب هؤلاء لم يجدوا أسماءهم، وتسببوا فى تأخير الطابور دون جدوى، فضلا عن دمج اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء اللجان بسبب نقص القضاة وهو ما تسبب أيضاً فى ازدحام شديد، مع تغيب بعض القضاة رغم سابق موافقتهم على الحضور، فاضطرت اللجنة العامة لغلق هذه اللجان لساعات حتى إرسال قضاة احتياطيين». وأضاف: «شاهدت كذلك دعاية انتخابية أمام المدارس سواء برفض الدستور أو تأييده وحشد الناخبين من أماكن مختلفة فى سيارات خاصة، وفى لجنة الجامعة العمالية رقم 2 بمدينة نصر مُنعت إحدى الناخبات من التصويت بعد إصرارها على التأكد من هوية القاضى وحُرر محضر بالواقعة رقم 30243 إدارى مدينة نصر». وتابع: «شاهدت كذلك عدم وجود أحبار فوسفورية وأقفال بلاستيكية لصناديق بطاقات التصويت، ولم يحرر بعض القضاة محاضر بفتح اللجان، بالإضافة لعدم وجود أختام اللجنة العليا للاستفتاء على بطاقات التصويت، وفى بعض اللجان بمدينة نصر اضطر قاض للاستعانة بأهالٍ وناخبين ليساعدوه فى إجراء الاستفتاء بعد تغيب الموظفين المكلفين بالعمل معه يوم التصويت». يضيف عادل مندى، «مُنعت وسائل الإعلام من مراقبة الدخول والتصوير داخل اللجان لعدم علم القضاة ورجال الأمن بتعليمات اللجنة العليا للاستفتاء بالسماح لهم بالدخول بتصريحات الانتخابات الرئاسية، وفى لجنة رقم 2 مدرسة عبدالعزيز جاويش بمدينة نصر خلت بطاقات التصويت من الأختام». واختتم حديثه بقوله مخالفات الاستفتاء اضطرت إبراهيم عبدالعزيز سعودى أحد المفوضين بمراقبة الاستفتاء لتقديم طلب رسمى للجنة العليا بوقف عملية التصويت لخلو بطاقة إبداء الرأى للمواطنين من نصوص مواد الدستور وعدم نشرها كذلك فى الجريدة الرسمية. أخبار متعلقة: شهادات حية من داخل «لجان التزوير» بالمرحلة الأولى للاستفتاء «ياسمين» جاء من «الدويقة» للتصويت فى «الدرب الأحمر» فقال لها القاضى: «يا حاجة أنتى خدتي ورقتك» «فياض»: كشفت للقاضي مخالفات «الملتحين» الذين يساعدونه فقال لي: «أنت ناخب وخلاص» الأسطى «ماهر»: «حد بصم وصوّت مكانى.. ورقم البطاقة متغير» «عماد» المسيحى انتصر على خوفه من السلفيين.. ولكن طابور اللجنة «لم يتحرك» «الزناتى»: القاضى كان يشرف على «التصويت الجماعى» يوم في حياة «مراقب».. شاهد على التجاوزات «ثروت».. «بطاقات غير مختومة.. وبلطجية عطلوا لجنة رافضة للدستور» «عاطف»: حاولت الذهاب للتصويت ب«لا» مرتين.. «والدولة منعتنى» فى مدرسة «باب البحر» أخذوا بطاقة خالد وقالوا له: «اتفضل.. إنت كده عملت اللى عليك» «مجدى»: «شائعة» مد التصويت لليوم الثانى منعت المئات من التصويت «خلف»: الإخوان كانوا داخل اللجان.. وضللوا الأقباط لمنعهم من التصويت