فى الرابعة عشرة من عمره سجَّل قائمة بأحلامه وطموحاته، مدونا بها الأماكن التى يرغب فى السفر إليها، ولكنه لم يكن يتخيل أنه سيصبح أول رحالة مصرى عربى، ولم يكن بحسبانه أن يحمل لقب "ابن بطوطة المصرى"، تأسيا بالرحالة العربى الشهير، ولم يتوقع أن يطلق عليه الغرب اسم "أحمد حجاجوفيتش". أحمد حجاج شاب فى العشرينيات من عمره، تخرج فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، وقرر بعد التخرج أن يسعى لتحقيق أحلامه بالسفر حول العالم فكانت أول رحلة له لألمانيا وهو ابن الخامسة عشرة، وكبر حلمه ليحققه بدءا من عام 2007، يقول: "أسعى لدخول عالم الأرقام القياسية، فقد كان عندى حلم وبدأت أنفذه منذ عدة سنوات، وهو أن أسافر حول العالم وأرفع علم بلدى أم الدنيا مصر وأحسن من صورة المصريين فى جميع أنحاء العالم، وأحلم بأن أكون أول مصرى ينشر الحرية والفرح والسلام، رافعا علم مصر فى جميع بلاد العالم، مؤكدا للجميع أن المصرى يستطيع التفاعل مع كل الناس". يجعل حجاجوفيتش من الآية الكريمة: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ" وكذلك قوله تعالى: "والأرض جعلها للأنام" منهاجا له يتخذهما فى حياته، فى أثناء سفره يتعلم لغات البلاد، ثقافتهم، توحدهم وعدم اختلاف إنسانيتهم، فلا فرق بين دين ولون وسن وجنس، وكلما وصل حجاجوفيتش إلى مكان كان يحلم بالوصول إليه، أخرج تلك الورقة البالية من جيبه التى سجل فيها أحلامه وهو فى الرابعة عشرة ليقف أمام المكان الذى وصل إليه ليخط خطا سميكا على حلم جديد تمكن من تحقيقه. تمكن حجاجوفيتش من أن يسافر ل94 دولة ويرفع علم مصر عليها، وعبر أكثر من 200 مدينة قابل كبار الشخصيات السياسية والفكرية والدبلوماسية، الأدباء، المفكرين... إلخ، طالبا منهم التوقيع بكلمات خاصة على العلم المصرى الذى يحمله والبالغ 3م X 3م ويهديهم أوراق البردى المصرية وبعض التذكارات الفرعونية، فقابل كلا من: "ساركوزى، كرستينا فيرنانديز رئيسة الأرجنتين، الرئيس محمد مرسى، الرئيس البرازيلى التاريخى لولا، البابا شنودة، حاكم مدينة ميلاكا فى ماليزيا، ومستشار ملك تايلاند، ومحافظ مدينة بانكوك فى تايلاند، ومحافظ مدينة فوكوشيما اليابانية،.. وغيرهم الكثير". يستخدم حجاج فى رحلاته تلك كل وسائل المواصلات المتخيلة بدءا من الدراجات وانتهاء بالقطارات والطائرات، وكل رحلاته كانت تمويلها من ماله الخاص ما عدا بعض المساهمات البسيطة من شركة الطيران المصرية "مصر للطيران"، فلم يدعمه أحد مطلقا حتى إنه فى رحلاته الأخيرة تحمل تكاليف سفر وإقامة وتنقلات رفيقه المصور الذى يسجل أحداث "رحلة حجاجوفيتش"، فيقول: "حتى الآن قدمت كلما أستطيع لإكمال رحلاتى ومنها ممتلكاتى فى مصر، وعلى الرغم من أن عمرى الآن 27 عاما، فكل ما أحلم به هو أن أواصل رفع العلم المصرى فى كل مكان على وجه الكرة الأرضية وأتمنى أن يساعدنى المصريون فيما أفعل". وصل عدد المشتركين بصفحته إلى ما يزيد على ربع مليون مشترك يتابعون رحلات وصور وأفلام أحمد حجاجوفيتش "السفير فوق العادة".