غيَّرت دولة الاحتلال الإسرائيلى من إستراتيجيتها فى التجسس على الدول العربية خلال الفترة الأخيرة، بعدما أصبحت أغلب الطرق التقليدية مكشوفة أو مكلفة لها، وشملت الإستراتيجية الجديدة استخدام الطيور المهاجرة فى التجسس؛ بحجة حماية الطبيعة الإسرائيلية. ظهر هذا الأمر منذ يومين فى السودان بعدما قامت سلطات الأمن هناك بضبط نسر يحمل أدوات تجسس "إسرائيلية" متناهية الصغر وتحمل كتابات باللغة العبرية (سلطة الطبيعة الإسرائيلية). ونقلت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن اكتشاف الطائر تم فى بلدة كرينك بمنطقة دارفور غرب السودان. وحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن المسئولين السودانيين استنتجوا أن الطائر كان عميلا سريا لإسرائيل، بعد اكتشافهم أنه كان مزودا بجهاز تحديد المواقع العالمى (جى.بى.إس) يعمل بالطاقة الشمسية، وقادرا على نشر صور بواسطة الأقمار الصناعية. كما كان النسر مزودا ببطاقة مثبتة فى إحدى قدميه وعليها عبارة "خدمة الطبيعة الإسرائيلية" و"الجامعة العبرية- القدس"؛ مما أثار اتهامات بأن الطائر كان فى مهمة مراقبة إسرائيلية. وذكرت الصحيفة أن هذه التقارير تأتى عقب اتهام السودان لإسرائيل بتنفيذ غارة بالطائرات استهدفت مصنعا للأسلحة بالعاصمة الخرطوم فى أكتوبر الماضى. وتعليقا على الخبر، قال مسئولون إسرائيليون: إن الطائر -الذى يستطيع التحليق لمسافة تصل نحو 600 كلم يوميا- كان مزودا فعلا بجهاز إسرائيلى؛ لكنه لم يكن للتجسس، بل كان يُستخدم فى دراسة أنماط هجرة الطيور، وأخذ قراءات المسافات والارتفاعات، وليس بهدف التقاط صور مراقبة. وفى العام الماضى، قامت السلطات السعودية بضبط طائر -عُرف فيما بعد باسم "الغريف"- يشتبه بأنه جزء من "مخطط صهيونى" مشبوه للتجسس على المملكة؛ وهو ما نفاه المسئولون السعوديون فيما بعد، بحجة أن التفسيرات الإسرائيلية تشير إلى أن الطائر كان جزءًا من دراسة عن هجرة الطيور. لكن شهود عيان قالوا: إن الطائر -وهو نسر أيضا- عثر عليه فى مدينة حائل شمال البلاد، بعد أن عثر على شارة علقت فى إحدى رجليه كتب عليها جامعة تل أبيب، بالإضافة إلى أن النسر كان يحمل جهازا لتحديد المواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية، وهو قادر على بث الإشارة لاسلكيا. وكان عبد الله العلمى -كاتب سعودى- قد سلَّط الضوء على التجسس الإسرائيلى على السعودية، مؤكدا أنه خلال 2010 تم اعتقال إيلى كوهين بن عامى كاديش فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتهمة محاولة تسليم وثائق عسكرية أمريكية سرية إلى إسرائيل، بعض هذه الوثائق تتعلق بأسلحة اشترتها السعودية فى الثمانينيات ومنها طائرات "f15"، وأضاف أن الجاسوس كاديش تم إطلاق سراحه فيما بعد بكفالة 300 ألف دولار، رغم أن المحكمة وجهت إليه عدة تهم يصل بعضها إلى الإعدام أو الاعتقال مدى الحياة؛ لكن اللوبى اليهودى تدخل للإفراج عنه.