دعت جبهة علماء الأزهر، برئاسة د. عبد المنعم البري، قضاة مصر إلى مراجعة موقفهم في الانقطاع عن العمل والوقوف بجانب الحق والشرعية في مصر وعدم الانسياق وراء دعوات بعض القوى التي تهدف إلى تحقيق مصالح خاصة. وقالت الجبهة في بيان لها مع انطلاق مليونية الإخوان: "إن القضاة سقطوا في الفتنة، وكنا نأمل في قضاة مصر خيرا فيما ينزل بمصر اليوم، ويكونوا هم أول من يساند رئيس الجمهورية على الحق، ويدفعوا معه بأيديهم أعظم الشرين ولو بارتكاب أخفهما على وفق ما تقضي به الأصول الشرعية". وأضافت: إن كارثة الكوارث أن يسارع من سارع من قضاة مصر في مرضاة الهوى وأهله حتى رضوا لأنفسهم أن يسترخصوا رسالتهم فيمتنعوا عن القيام بواجبات وظيفتهم التي هي في حكم الله فريضة من فرائضه كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "القضاء فريضة محكمة، وشريعة متبعة". وتابعت الجبهة في بيانها أن الذي أوقع بهؤلاء القضاة في هذا المنحدر العفن أنهم لم يكونوا يصدرون في عملهم عن شرع جعل من القضاء عبادة تعدل الصيام والصلاة، فلو كانوا كذلك لما استباحوا هذا الحرم المنيع بهذا الصنيع المرفوض شرعا وعرفا. واستطرد البيان: "إنكم أيها القضاة بما فعلتم اليوم بدخولكم في طاعة الشيطان الذي سوَّل لكم بدعة وجريمة الامتناع عن أداء واجب الوظيفة- فضلا عن أن تكون رسالة- قد رضيتم لأنفسكم ما لم نكن نحبه لكم، صيانة للرسالة وغيرة على المكانة، لذلك فإنا ندعوكم قبل غيركم بدعاية الله تعالى أن (ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) حتى ولو كان هذا الشيطان واحدا من بينكم، فإنه لن يغني عنكم من الله شيئا". واختتمت الجبهة بيانها بمطالبة القضاة بمراجعة أنفسهم، والالتزام بالشريعة التي ندعو إليها، وقالت: "إن كنتم في غيرتكم صادقين ما شئتم من الضمانات لما تخشونه أو تتوهمونه، على أن تلتزموا شرع الله فيما سيصدر عنكم بعد من قضاء، وإنه ليؤلمنا أن لا نجد في غير تلك الآية اليوم ما يناسب مواقفكم مع رئيس جمهوريتكم الذي تعملون على توهين سلطانه بغير حق وأنتم تعلمون.