اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بالدور المحوري الذي قام به الرئيس محمد مرسي في اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وبين الكيان الصهيوني، معتبرة أن هذه الوساطة الناجحة تعود بمصر إلى مكانتها الدولية كقوة إقليمية وشريك فعال في المنطقة يسعى للتهدئة، وفي نفس الوقت يحافظ على الحقوق الفلسطينية، ويدعم حركة حماس في نضالها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس محمد مرسي هو حلقة الوصل الحاسمة في اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس. وأضافت أن الرئيس الأمريكي أوباما يدرك أن مرسي يمثل بطاقة ضغط جديدة في الشرق الأوسط الأمر الذي دفع أوباما أن يهاتف مرسي ثلاث مرات في أقل من 24 ساعة للوصول إلى اتفاق بشأن وقف العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن التوصل إلى اتفاق التهدئة بوساطة مصرية خلق شراكة جديدة بين مصر والولايات المتحدة تدفع الرئيس الأمريكي للاستثمار بقوة في علاقاته مع الرئيس مرسي باعتباره وسيطا فعالا يساعد تحقيق التقدم في الشرق الأوسط على خلفية دوره في الأزمة الحالية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصدر بالبيت الأبيض قوله أنه بالإضافة إلى مهاتفة أوباما لثلاث مرات في يوم واحد قد هاتفه ست مرات على مدار الأيام القليلة الماضية، وهو عدد غير عادي للرئيس الأمريكي، مضيفة أن أوباما قد أبلغ مساعديه بإعجابه الشديد بثقة الرئيس مرسي وواقعيته في العمل وتنفيذه لوعوده. من جانبها وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الرئيس محمد مرسي ب "اللاعب الرئيسي في المنطقة" الذي استخدم الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مما يعيد إلى مصر دورها الإقليمي كقوة رئيسية في المنطقة لتعود مصر قوية على الساحة الدولية بعد عقود من التراجع في ظل حكم الرئيس المخلوع بحسب وصف التقرير. وأضافت الصحيفة أن مرسي الرئيس المنتخب ديمقراطيا أصبح المحاور الرئيسي بين إسرائيل وحماس؛ حيث اتفقت كافة الأطراف على العمل مع المصريين لوقف العنف، وذلك بعد أيام من المفاوضات الشاقة. وقالت الصحيفة أن التغيرات السريعة التي تشهدها مصر حررتها من التبعية لواشنطن وإسرائيل وجعلت منها شريكا أقوى ووسيطا موثوقا به في أي مفاوضات للسلام في المستقبل، مشيرة إلى أن الرئيس مرسي تمكن من الحفاظ على ثقة الإسرائيليين في الوساطة على الرغم من وقوف مصر بجانب الصف الفلسطيني ودعمه في الوقت الذي لا تزال مصر تحتفظ فيه بالسلام مع إسرائيل. وتابعت الصحيفة أنه لم يكن واردا لدى المحللين أن يساهم الربيع العربي الذي أعاد تشكيل المنطقة وأسقط المستبدين في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس بواسطة الحكومة الإسلامية المجاورة التي تمثل الإسلام السياسي في الخليج، وتعزز من قوة حركة حماس التي كانت معزولة من قبل. واعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن الرئيس مرسي تعامل مع أزمة غزة ب "توزان"؛ حيث وقف مدافعا بكل صرامة عن الحقوق الفلسطينية في القطاع بدون الإخلال بمعاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن الصراع قد سلط الضوء على حكومة الرئيس مرسي وشكل اختبارا لصورة الرئيس ومكانته على الصعيد الدولي. وأضافت الصحيفة أن القتال الحالي في غزة وضع مرسي تحت ضغوط شديدة من عدة جهات لافتة إلى أن الغرب والولايات المتحدة وقفا ليشاهدا كيف سيتصرف الرئيس المنتخب الجديد، وهل سيظهر كصوت إقليمي قوي وجدير بالثقة أم لا؟. وأشارت إلى أن جهود مرسي لإقناع حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار أظهرته كقائد إسلامي قادر على التعامل مع العديد من القضايا المشتعلة في الشرق الأوسط. وخلصت الصحيفة إلى أن المصريين بدءوا يشعرون أنهم يستعيدون دورهم كمحور رئيسي في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.