ركزت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الخميس على الدور الذي لعبه الرئيس محمد مرسي في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وهو ما رأته يشير لشراكة جيوسياسية صاعدة بين مصر الجديدةوالولاياتالمتحدة، ومدى خطأ التقارير التي تحدثت سابقا عن أن مرسي سيكون عقبة في طريق استقرار المنطقة، بعد البداية الصعبة للعلاقات الأمريكية المصرية، وحكمة مرسي في التعامل مع أصعب اختبار يواجهه. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مصرية بين حماس وإسرائيل كشف رسميا عن الشراكة الجيوسياسية الجديدة بين مرسي وأوباما بعد البداية الصعبة لعلاقتهما، ومدى خطأ من تحدث سابقا عن الزعيم الجديد لمصر المنحدر من جماعة الإخوان المسلمين سيكون عقبة أمام استقرار المنطقة،حيث تمكن من تحقيق تقدم في الشرق الأوسط خلال أزمة قطاع غزة. وأضافت الصحيفة تحت عنوان "الرئيس المصري هو حلقة الوصل الحاسمة في اتفاق غزة": إن الرئيس أوباما تحدث 3 مرات خلال أزمة غزة مع الرئيس مرسي لحثه على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وأبدى اعجابه بثقة الزعيم المصري في عمله وبتنفيذه وعوده، ووصف عصام حداد مستشار السياسة الخارجية للرئيس المصري العمل الذي تم بين مصر وأمريكا خلال أزمة عزة بأنها تشير لشراكة فريدة نامية بين مرسي، الحليف الأكثر أهمية لحماس، وأوباما، الذي يلعب نفس الدور بالنسبة لإسرائيل. وأبدت الصحيفة تخوفها من أن تكون الشراكة النامية التي جاءت تحت خط النار سريعة الزوال، لأنها جمعت بين الطرفين في لحظة فريدة من التقاء المصالح، وحذر البعض من أن مرسي يشكل نفس فلسفة حماس، الذي تخلى عن العنف وأصبح الحزب الحاكم في القاهرة. ونقلت الصحيفة عن روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله:" أود أن أحذر الرئيس أوباما من الاعتقاد بأن الرئيس مرسي لديه أي نية بأي شكل من الأشكال للنأي بنفسه عن جذوره الأيديولوجية،ولكن إذا كان أوباما يتعلم الدرس ويرغب في التاثير على سلوك مصر، فهذا أمر جيد، ولكن يمكنك تشكيل سلوكه، وليس تغيير أيديولوجيته". وأوضحت إن نجاحهما في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يشير إلى أن العلاقة بين الزعيمين التي أثارت تساؤلات حول مستقبل معاهدة السلام المصرية مع اسرائيل ووضعتها محل شك، أصبحت في أمان الاطمئنان، ساءت الأمور في سبتمبر ايلول عندما احتج المتطرفين المصريين على الفيديو المعادي للإسلام، وقاموا باقتحام سفارة الولاياتالمتحدة في القاهرة. ومن جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التوصل لاتفاق التهدئة يظهر أن الرئيس مرسي أصبح لاعبا رئيسيا في هذا العمل الشائك من الدبلوماسية بين إسرائيل وحماس، ويؤكد قوة مصر ما بعد الثورة باعتبارها قوة رئيسية في المنطقة. وأضافت :"بعد أشهر فقط من وصوله لسدة الحكم كأول زعيم لمصر منتخب، أصبح مرسي المحاور الرئيسي بين إسرائيل وحماس خلال معركة عزة، فبعد أيام من المفاوضات تم التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس يمثل عودة قوية من جانب مصر إلى الساحة الدولية لتكون الساحة المركزية للسلطة الدبلوماسية والثقافية في الشرق الأوسط، وأصبحت غير ملائمة بشكل متزايد تحت حكم حسني مبارك. وتابعت إن التغيرات السريعة في مصر لم تجعل علاقاتها مع أمريكا قائمة على التبعية كما كانت بل أصبحت أقوى، فمرسي بتوصله لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يضع الأسس لتكون القاهرة بمثابة وسيط موثوق في أي مفاوضات سلام في المستقبل. وأوضحت إن علاقة مصر تطورت بشكل كبير مع تركيا، بلد آخر سعت لتوسيع دور الدبلوماسية في المنطقة واتخذت مسارا أكثر عدوانية ضد إسرائيل، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع ان اسرائيل كانت تقوم بعمليات "تطهير العرقي في غزة".