"ضرب تل أبيب.. القدس والمستوطنات المحيطة.. مواقع عسكرية.. مطارات وطائرات وبوارج حربية".. تلك مجموعة من المفاجآت التى فجرتها المقاومة الفلسطينية خلال عملياتها "حجارة السجيل" للرد على العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة المستمر منذ الأربعاء الماضى، والذى أطلقت عليه إسرائيل "عامود السحاب". تطور المقاومة وحيازتها على الأسلحة التى مكنتها من ضرب العمق الإسرائيلى لأول مرة مثل (صواريخ فجر 5 و3) وأدخلت 5 ملايين إسرائيلى للملاجئ وأوقفت الحياة فى قلب الاحتلال دفعته إلى طلب الهدنة قبل أن يتوقف قلبه تماما، فالاحتلال سعى خلال الساعات الأخيرة لتصعيد هجماته على أهالى القطاع بقصف منازلهم للضغط على المقاومة للقبول بشروطه للهدنة، إلا أن الغزاويين وقفوا صامدين، بعكس الإسرائيليين الذين أصابتهم حالة من الهلع والخوف لوصول صواريخ المقاومة لعقر دارهم. ودوت صفارات الإنذار -مساء الجمعة الماضى- فى مدينة القدس للمرة الأولى منذ عام 1991 عندما أطلقت صواريخ عراقية على الكيان، وأعلنت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أنها أطلقت صاروخ "إم 75" محلى الصنع، مستهدفا مدينة تل أبيب المحتلة (التى تبعد نحو 75 كيلو مترًا عن قطاع غزة)، وصاروخين باتجاه مبنى "الكنيست" بمدينة القدسالمحتلة، دوى صفارات الإنذار أثار حالة من الفزع الشديد فى أوساط الإسرائيليين. كما أعلنت القسام استهدافها للمرة الأولى أيضا بارجة حربية إسرائيلية كانت تتمركز فى عرض البحر قبالة غزة، وقالت فى بيان "مفاجأة جديدة (حجارة السجيل) كتائب القسام تستهدف بارجة إسرائيلية فى عرض البحر بخمسة صواريخ 107". وهو ما اعترفت به القناة الثانية الإسرائيلية حينما قالت: إن صاروخا موجها استهدف بارجة حربية قبالة سواحل مدينة غزة. كما أعلن "أبو عبيدة" الناطق باسم القسام أن المقاومة نفذت 900 هجمة صاروخية، وهو العدد الذى يبلغ عشرة أضعاف هجمات كتائب القسام عام 2008. بنك الأهداف الفلسطينية لم يقف عند هذا الحد بل تعداه لاستهداف الطائرات الحربية، حيث أعلنت القسام أنها استهدفت طائرات حربية وطائرات استطلاع ونجحت فى إسقاط طائرة "إف 16"، وأن الاحتلال تكتم عنها بعد أن سقط ركامها فى البحر، وكذلك أسقطت طائرة استطلاع جرى تصويرها. ويشكل إسقاط الطائرة الحربية المفاجئة القسامية الخامسة بعد قصف تل أبيب، واستهداف طائرة حربية صهيونية بصاروخ أرض جو أثناء إغارتها شرق مدينة غزة، وإسقاط الكتائب لطائرة استطلاع صهيونية واستيلاؤها عليها، وفى وقت سابق اعترف العدو بتدمير جيب صهيونى بصاروخ موجه شرق غزة، وإصابة إحدى حاملات المدرعات، وذلك بعد قصفها بالكتيوشا من رجال القسام. مصير أولمرت هذه الأهداف والأسلحة التى استخدمتها المقاومة دفعت الكثير من الأصوات داخل الكيان للتعالى بضرورة العودة قبل فوات الأوان، فقد حذر العديد من المحللين السياسيين والعسكريين نتنياهو وأعضاء حكومته من الاستمرار فى عمليتهم "عامود السحاب". وطالبوه فى مقال نشرته صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية الثلاثاء بعدم الوقوع فى أخطاء سابقيهم وعدم وقف النار فى التوقيت الصحيح، حيث قال السياسى فى الصحيفة "أرى شافيط" تحت عنوان "يجب النزول عن عامود السحاب"، إن العملية الإسرائيلية حققت فى الأيام الثلاثة الأولى أهدافا حيوية لإسرائيل وأنجزت نجاحات مهمة، فى حين أن عدم وقفها فى التوقيت الصحيح، مثلما حدث فى عامى (2006 و2008)، مكن حماس من استعادة زمام المبادرة، وأسهم إلى حد ما فى تبديد الإنجازات التى حققتها إسرائيل فى الأيام الثلاثة الأولى، خاصة فى ضوء تراجع القدرة المدنية الإسرائيلية على اتقاء صواريخ غزة. واختتم شافيط تحليله بالقول: إنه فى حال استمر الوضع كذلك فإن وقوع مذبحة ضد مدنيين فلسطينيين، هى مسألة وقت وتصدع القبة السياسية الدولية التى تحظى بها إسرائيل مسألة وقت أيضا، وكذلك أن يلحق نتنياهو وبراك بأولمرت وعمير بيرتس. ومن الأسلحة الجديدة التى استخدمتها المقاومة فى حجارة السجيل (فجر 3") الذى استخدمته سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد فى قصف مستوطنة "بات يام" القريبة من تل أبيب، و(القسام 3) الذى يصل مداه 20 كلم واستخدمته القسام فى قصف المستوطنات القريبة من القطاع، و(جراد) الذى يبلغ مداه أيضا 20 كلم، و(جرادWS –E1 ) البالغ مداه 40 كلم، و(فجر 5) ويبلغ مداه 75 كلم.