أراهن أن عنوان مقالى هذا سيلفت نظر حضرتك ويثير دهشتك وأنت تتساءل: يعنى ايه؟ والبداية أن مجلس شورى الجماعة سيعقد اجتماعا خلال الأيام القليلة القادمة، ويتردد بقوة أنه سيبحث مشروع لائحة جديدة تأتى مواكبة للتغيرات والتطورات الضخمة التى جدّت على بلادنا بعد ثورتنا المجيدة. ومن هذا المنطلق أرى أن وضع الأخوات المسلمات داخل الصف يجب أن يكون من الأولويات فى جدول هذا الاجتماع، وبصراحة أوضاعهن لا تعجبنى أبدا! ولا تتفق ومكانة حواء فى إسلامنا الجميل! وإذا اتهمنى البعض أننى منحاز للمرأة بحكم تربيتى فى بيت والدى الليبرالى إحسان عبد القدوس رحمه الله.. أقول لك: وماله! تلك تهمة تشرفنى! ولمعلوماتك أستاذى فضيلة الشيخ محمد الغزالى رحمه الله أيضا كان منحازا لحواء، ولا يقل حماسا فى نصرتها عن أبى.. وربنا يرحم هؤلاء العمالقة الذين أثْرَوا بلادى كلٌّ فى مجاله. وأسأل حضرتك: هل تقبل أن يكون مجلس الشورى كله من أبناء بنى آدم.. ومفيش واحدة تنتمى للجنس اللطيف؟؟ وهذا الأمر أيضا تجده فى مكتب الإرشاد وكلهم من الرجالة! ولا تجد بينهم «أنثى» ولو على سبيل ذر الرماد فى العيون.. طيب ليه؟ هل مكانة المرأة فى إسلامنا الجميل أقل من مكانة الرجل؟ أم أنها فقط مخلوقة للزواج وتربية الأبناء؟ وإذا دخلت ميدان العمل كان ذلك على سبيل الاستثناء، ولا يجوز أن تتولى المناصب القيادية، بل هى درجة ثانية وربما «ورا خالص» يعنى درجة عشرة!! قال الشيخ محمد الغزالى رحمه الله: تلك هى عقلية الرجل الشرقى أو «سى السيد»، لكن تعاليم الإسلام مختلفة، فالمرأة وظيفتها الأساسية منزلها، وصدق من قال: المنزل مملكة المرأة، ولها أن تنطلق فى العمل بعد ذلك وتثبت كفاءتها، وكل الأبواب مفتوحة لها بما فيها المناصب القيادية، وأكبر دولة إسلامية وهى إندونيسيا أنقذتها امرأة من حرب أهلية مدمرة، وهى «ميجاوتى سوكارنو» عندما تولت قيادة هذا البلد الإسلامى فى ظروف صعبة، ونجحت بامتياز وأعادت الاستقرار إلى بلادها. والجدير بالذكر أن السبب الرئيسى لعدم وصول سيدتى إلى المناصب القيادية بجماعة الإخوان كانت يتركز بالدرجة الأولى على النواحى الأمنية، وبطش نظام فرعون، ومطاردة أمن الدولة لأبناء الجماعة، وبعد ثورتنا زال هذا السبب، ومن حق المرأة حاليًّا أن تأخذ مكانها الطبيعى فى جماعتنا! واحترسوا يا إخوان من عقلية الرجل الشرقى!!