بعد الضربات الصهيونية لغزة، ترقبت الصحف الغربية والصهيونية رد مصر بعد أول اختبار لها بعد ثورة 25 يناير لكى ترصد الفارق بين الرئيس مرسى والمخلوع مبارك. لتعرفوا ماذا قالوا تعالوا اقرءوا معى: موشيه يعلون وزير الشئون الإستراتيجية، نائب نتنياهو قال إن: "رد مصر القوى يعكس الآثار الكارثية والسلبية للربيع العربى على إسرائيل"، وإن: "رد مصر القوى ورد الأردن (المتعقل) يعكس الآثار الكارثية للربيع العربى على بيئتنا الإستراتيجية"!. سيلفان شالوم، نائب نتنياهو قال للتليفزيون الإسرائيلى إن: "سلوك الأردن تجاه ما يحدث فى غزة (مثالى) ودليل على أهمية بقاء نظامه، بعكس مصر التى تغيرت" . الجنرال الصهيونى (رون تيرا) قال إن: "استعادة الرأى العام المصرى دوره فى التأثير على صنع القرار بعد الثورة تطور بالغ الخطورة لنا"، وكان يقارن هنا بين عدم اكتراث النظام السابق بالرأى العام وصمته على ضرب غزة ومبادرة النظام الحالى للتحرك العاجل بدعم غزة وعقاب إسرائيل. لهذا قال التليفزيون الإسرائيلى إن: "نتيناهو طلب -وأوباما وافق- على تهديد مصر بعقوبات اقتصادية بعدما غيرت سلوكها بعد ضرب غزة"، لأنهم اعتادوا من قبل على صمت مصر أيام المخلوع، وفوجئوا برد فعل مصر القوى هذه المرة"، والإذاعة العبرية قالت: "هناك فزع فى الموساد من أن يتجه الثوار فى مصر لإغلاق قناة السويس أمام ملاحتنا (سفن إسرائيل) ردا على سلوكنا المستقبلى تجاه العرب"!. ما لفت نظرى أيضا هو أن العدو الصهيونى فعل المستحيل لتجنب قصف "تل أبيب" لأن فى ذلك شللا للحياة فى كل الكيان وضربة معنوية لها آثار سلبية إستراتيجية، وأنهم اعترفوا علنا بأن صواريخ حماس تقصف بدقة وأنها تطلقها لإيصال رسائل فقط حتى الآن!! الإسرائيليون رفعوا –لأول مرة- درجة الاستعداد فى حيفا التى تبعد 100 كم عن غزة بعد قصف مناطق تبعد 75 كم لأن صواريخ فجر مداها 115 كم، ما يؤكد أن المقاومة خلقت توازنا للرعب سيكون له نتائج كارثية على العربدة الصهيونية المعتادة. ولو عملنا أن الرقابة الإسرائيلية تحظر على الإعلام الإسرائيلى الإعلان عن خسائر سقوط صواريخ المقاومة بعدما أصابت مواقع بالغة الحساسية والخطورة (مطارات عسكرية ومخابرات)، ربما نفهم خطورة وحرج الموقف الصهيونى. ثلاث رسائل مهمة أختم بها (الأولى): أن من يتابع الإعلام الصهيونى يلحظ حجم صدمتهم من غضب وإجماع القوى المصرية كلها (حكومة ومعارضة) على رفض العدوان على غزة لأنهم كانوا يراهنون على تصاعد خلافات المعارضة مع الرئيس مرسى والإخوان بسبب الصراعات السياسية الداخلية، فوجدوا تلاحما فى قضايا الأمن القومى المصرى أزعجهم. (الثانية): أن بيريز اغتال قائد القسام يحيى عياش عام 1996 ليفوز بالانتخابات فخسرها، ونتنياهو اغتال الجعبرى أيضا ليكسب شعبية ويفوز لكنه سيخسر بعون الله. (الثالثة): هى مشهد سيريالى رواه صديقى الصحفى من غزة د. صالح النعامى على تويتر يقول فيه: "الآن أولادى وأولاد الحى يلعبون الكرة وصواريخ المقاومة تنطلق من فوقهم، وطائرات الاحتلال تدك فى كل مكان.. غزة عصية على الانكسار".