ثمة حملة من بعض أفاضل الشباب لمقاومة التحرش الجنسى، فينقضون على المتحرش المتلبس ويكتبون على ظهره عبارة "أنا متحرش"، وآخرون نظموا وقفة ترفع لافتات تقول: "لا للتحرش"، "كما تدين تدان" و"أترضاه لأمك"، وغيرها من العبارات المحفزة للرجولة والمثيرة للنخوة.. وهذا جهد مشكور. وعمل صالح نبيل. ولكن كنت أتمنى على هذا الشباب، وآمل منه أن ينظم تلك الوقفات أمام مكاتب واستديوهات آل السبكى (محمد وأحمد وكريم السبكى) وغيرهم من صناع السينما الهابطة. وقد كان محمد هذا وأخوه، يعملان فى مجال الجزارة، وكان أبوهما صاحب محل جزارة فى الدقى، وبقدرة قادر، انتقل هؤلاء من مجال لحوم الأنعام إلى لحوم النساء، حيث السيقان العارية والقبلات المحرمة، والأحضان والمشاهد التى تجرح العفة وتهين الضمائر. وأحالوا الرذيلة فنًّا والرقص فنًّا والقُبلة فنًّا، فكأنى أرى أحداث الأفلام كلَّها تدور حول محور واحد، هو "العشق "، وأن مفردات قاموس الفيلم، تدور حور معنى معانى الفاحشة. لقد بثت هذه العائلة الفساد والرذيلة بشكل مريع، ولطخت اسم مصر بين سائر الدول، وصنعوا سينما تصور للعرب والأجانب أن المرأة المصرية الفقيرة؛ داعرة ومنحطة وتتكسب من فرجها. لقد رسموا مصر فى أحط صورة، وصورا للعالم أن مصر هى شارع الهرم، وأن المرأة المصرية هى الراقصة فيفى، ويكاد الذى رأى هذه الأفلام ولم ير مصر، يظن أنها بلد الحانات وبيوت البغاء والشذوذ. ويمكنك أن تحسّ هذا الشعور الجارح حينما تصحب سائحًا صديقًا إلى إحدى دور العرض التى تعرض هذه الأفلام، سوف تشعر بالحرج الشديد منه، ويعتريك شعور مفاجئ بالمهانة. أطالب وزير الداخلية والشرطة بإيقاف هذا العبث والتصدى لهذه الفوضى، ومعاقبة صناع هذه الأفلام التى تمس أمننا القومى. أطالب الرئيس مرسى أن يُوقف هذا المنكر بيده وسلطانه، فهو مسئول أمام الله ثم أمام الشعب عن تأثير هذه الأفلام فى أخلاق شبابنا، وإيذائها لحياء بناتنا، فلو تعرضت إحدى الفتيات الصالحات لمثل هذا التحرش، وامتدت إليها يد خبيثة، فسوف تكون مسئولا عن هذا يا سيادة الرئيس، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتذكر قولة عمر بن الخطاب "لو عثرت بغلة فى العراق لسألنى الله عنها، لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟".