قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن مفتاح نجاح الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط يرجع إلى هيكلها التنظيمي القوي، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تأسست منذ عام 1928 للمشاركة في العملية السياسية والدعوة والخدمات الاجتماعية، وأصبحت نموذجا للتنظيم السياسي الإسلامي وأساسا لشبكة واسعة من المنظمات السياسية الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة. وأوضحت المجلة أن الإخوان المسلمين يديرون 20% من المنظمات غير الحكومية والجمعيات المدنية المسجلة رسميا، لافتة إلى أن الإخوان في عام 2006 قاموا بإنشاء 22 مستشفى ومدرسة في مختلف المحافظات بمصر لتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية للمواطنين. وتابعت المجلة فيما يتعلق بالتوجه الاقتصادي للإسلاميين أن الإخوان المسلمين يؤيدون بشكل واسع الأسواق الحرة، ولكن مع التأكيد على أهمية العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد. وأضافت المجلة أن الأحزاب الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين على وجه التحديد قادرة على تقديم وعود موثوق بها حول توفير السلع العامة والخدمات الاجتماعية للمواطنين، في ظل مناخ يتسم بغياب المصداقية في الديمقراطيات الناشئة التي تناضل من أجل القضاء على الديكتاتوريات وما يصاحبها من فساد مالي وسياسي. وأوضحت المجلة أن سر المصداقية العالية التي يتمتع بها الإخوان المسلمين ترجع إلى التاريخ السياسي والاجتماعي الطويل للجماعة، بالإضافة إلى مشاركة الجماعة على نطاق واسع في توفير السلع العامة، وتقديم الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليمية والمساعدات الإنسانية في الوقت الذي فشلت فيه الحكومات المتعاقبة في تقديم هذه الخدمات للمواطنين. ولفتت المجلة إلى أن الأحزاب الإسلامية لم تكن جزءا من الأنظمة السياسية القديمة التي أسقطتها الشعوب، مشيرة إلى أن هذه الأحزاب تعرضت لمخاطر شديدة أثناء معارضتها للنظم العلمانية القمعية وصلت إلى أحكام بالإعدام على أعضائها.