أكد الدكتور سعيد شلبى، أستاذ ومستشار الباطنة والكبد، ورئيس قسم الطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث، أن لحوم عجول الجاموس والأبقار تعتبر أفضل من الناحية الصحية؛ نظرا لسهولة طهيها وهضمها وقلة محتواها من الدهون مقارنة بالضأن. وأشار إلى أن لحوم الجمال تعتبر أيضا من اللحوم الحمراء المرتفعة البروتين عالى القيمة الغذائية؛ ولكن الكبيرة منها فى السن يطول طهيها ويلزم إطالة طهيها، نظرا لأنها قد تحتوى على بعض الطفيليات التى يمكن أن تنتقل للإنسان والتى يمكن القضاء عليها بالطهى الجيد. أما لحوم الضأن فهى ذات مذاق ممتاز نظرا لاحتوائها على نسبة من الدهون تكسب اللحم طعما مميزا، كمية الدهون تكون كبيرة بها، لأن المربين اعتادوا فى الآونة الأخيرة على تسمين هذه الحيوانات بدرجة كبيرة؛ حتى يزداد وزنها ويحققوا منها ربحا كبيرا ولكنها فى المقابل تزداد كمية الدهن بها، لا سيما الخراف. وقال: "يجب أن نعلم أن احتياج جسم الإنسان لا يتعدى 1 جرام لحوم لكل كيلو جرام من وزن الإنسان؛ أى تقريبا 100 جرام لحم لكل فرد. ولكن لا مانع من الإشباع النفسى بتناول كمية أكبر فى هذه المناسبة؛ مع ملاحظة أن هذا لا ينطبق على بعض المرضى". وأوضح أستاذ الباطنة، أن مرضى الكلى يجب أن نقلل كمية البروتين التى يتناولونها؛ حتى لا يتم إجهاد الكلى، كذلك مرضى الفشل الكبدى وحالات ما قبل الغيبوبة وهنا يسمح فقط فى حدود 50 جراما فقط أى فى حجم علبة الكبريت. وأضاف أنه يجب على مرضى السكر والقلب تجنب لحم الضأن نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، وأيضا مرضى ارتفاع نسبة الدهون بالدم فيفضل تناولهم قطعة لحم صغيرة من لحم الرقبة أو الفخذ للخروف؛ نظرا لقلة محتوى هذه الأجزاء من الدهون. وتابع أنه يفضل أن تكون هذه اللحوم مشوية أو مسلوقة؛ مع التخلص من الدهون قبل الطهى، كما يجب التخلص من دهون الحساء (الشوربة) بتركها لتبرد فى الثلاجة ثم إزالة طبقة الدهن السطحية ثم تسخينها واستخدامها كحساء أو فى عمل الفتة والرقاق. وبالنسبة لصغار السن، أكد أن اللحم يعتبر احتياجا وضرورة للنمو، ويمكن لهذه الفئة العمرية الإكثار منه فى هذه المناسبة بشرط ألا يكون سمينا لا يحدث "تلبك معوى" لديهم، ويجب تحبيذهم على تناول هذه اللحوم للاستفادة من قيمتها الغذائية العالية. وقال: "يجب ألا ننسى كبد الحيوانات والأحشاء الداخلية والكوارع والتى يفضلها البعض، ويجب الكشف عليها جيدا والتأكد من خلوها من الديدان والآفات المرضية مثل البقع البيضاء والصفراء؛ وهنا تعدم تماما. أيضا يتم غسل الكرش والأمعاء جيدا بالماء الساخن وطهيه جيدا وإضافة البصل المبشور إليه أثناء الطهى، أما الكوارع أو الأرجل فهذه تحتوى على الجيلاتبن وهو نوع من البروتينات الخفيفة والصحية، ولكن الإكثار منه أيضا مضر لبعض الحالات الخاصة من مرضى الكلى والكبد والسكر. ويلاحظ أيضا حسبما أشار ورئيس قسم الطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث إلى أن البعض يحبون نخاع العظام الطويلة؛ ناصحا بضرورة طهيه جيدا حتى لا يكون وسيلة لنقل الأمراض؛ مع العلم بأنه يحتوى على نسبة عالية من الدهون. كما يفضل البعض تناول مخ الحيوانات مخلوطا بالبيض؛ وهنا يجب طهيه جيدا؛ لأنه يمكن أن يكون وسيلة لنقل بعض أمراض البريون إن وجدت، والتى تؤثر على الأنسجة العصبية. وقال إنه يفضل شواء اللحوم المحتوية على نسبة عالية من الدهن، لا سيما فى الخراف للتخلص منه بقدر المستطاع مع عدم أكل الأجزاء الدهنية كلما أمكن. وأضاف أن السلق من الطرق المفضلة أيضا، حيث يضمن القضاء على الطفيليات والكبتريا إذا ما كان الطهى جيدا، مشيرا إلى أنه لا يفضل الشواء فى حالة وجود أدنى شك فى الإصابة بالطفيليات أو الإصابات الميكروبية، لأننا قد لا نضمن وصول الحرارة الكافية إلى كل الأجزاء المشوية. وتابع أنه يفضل أيضا عمل صينية اللحم بالخضروات والطماطم؛ وهذه يتم طهيها جيدا ولا يوجد منها خطورة فى نقل الأمراض ويفضل نزع الدهون قبل الطهى. وأكد أن اللحوم تحتوى على نسبة عالية من البروتين عالى القيمة الغذائية، بالإضافة إلى كمية من الدهون والحديد والكالسيوم والفسفور والفيتامينات؛ مثل فيتامين (أ) و(ب) بكميات تختلف حسب جزء الذبيحة المأخوذ منه اللحم.