سعت برامج التوك شو على فضائيات الانقلاب، أمس واليوم، إلى إيهام المصريين بأن ما حدث في كنيسة مارمينا بحلوان يعد انتصارًا، وهو ما تكرر في سيناء التي يتم الادعاء بأن الهجمات اليومية التي تتم يوميًا هناك تعتبر انتصارًا للجيش والشرطة! وتراوحت البرامج المسائية الاحتفاء باعتقال وقتل مرتكبي حادث كنيسة حلوان، وإشادة بما وصفته ببطولات ضباط الشرطة في حلوان.
رغم أن الأهالي هم الذين سيطروا على الإرهابي في ظل غياب الشرطة التي تركته يتجول في الشارع مسلحًا نحو 10 دقائق، كما أظهرت الفيديوهات التي تم تداولها أمس هروب مدرعة شرطة بدلا من الاشتباك مع الشخص المسلح.
مستشار عسكري يطالب المواطنين بصد الإرهابيين
وفي محاولة لإجبار المصريين على لعب الدور الذي فشلت فيه داخلية الانقلاب، طالب اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر، المواطنين بالتصدي لأي "إرهابي" والإبلاغ عنه في حال شكهم فيه.
وزعم" سالم" خلال اتصال هاتفي عبر فضائية "اكسترا نيوز"، اليوم السبت، أن قوات الأمن كانت في منتهى اليقظة في التعامل مع منفذي هجوم كنيسة "مارمينا"، مضيفًا: "لولا يقظة الأمن كان عدد الشهداء سيكون أضعاف العدد الذي وقع".
وناشد المواطنين بالتصدي للارهابيين والإبلاغ عن أي شخص يتشككون فيه كخطوة احترازية.
هجمات قادمة!
وضمن مخطط "سبوبة الإرهاب"، زعم العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب، إن حادث الهجوم على كنيسة "مارمينا" خرج بأقل خسائر بفضل الاستفادة من الدروس السابقة للعمليات الإرهابية السابقة.
وأشار "صابر"، خلال حواره ببرنامج "8 الصبح" المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، اليوم السبت، إلى أن ال6 أشهر القادمة ستشهد الدولة المصرية حراكا إرهابيا للتأثير على مجريات الأمن والسلم داخل الدولة المصرية، وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اتخاذ قرار بوضع مهلة للقضاء على الإرهاب.
وفى قناة " دى ام سى" ولإظهار دور الأزهر الشريف فى معالجة الحادث، استضاف مقدم البرنامج إمام مسجد الدسوقى بحلوان عبر الهاتف والذى طالب المواطنين بالخروج والدفاع عن الكنيسة. وقال الشيخ طه رفعت خطيب مسجد الدسوقي بحلوان، إنه سمع صوت اطلاق نار بجوار المسجد قادم من كنيسة مارمينا العجايبى بشارع حلوان الغربى.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء dmc"، الجمعة، أنا أزهري حتي النخاع وتعلمت قبول الاخر بجامعة الأزهر.
وتابع خطيب مسجد الدسوقي: خرجت من المسجد على صرخات المواطنين فعلمت أن أمرًا سيئًا أصاب الكنيسة فأبلغت الناس عن طريق مكبرات الصوت بالمسجد، وطالبت المواطنين بالتصدي للهجوم الإرهابي.
ونبقى مع "مساء dmc"، حيث استضاف البرنامج عبد الله أحمد مصطفى، الشاب الذي قاوم إرهابي حلوان، وشل حركته حتى تسليمه لقوات الشرطة عن تفاصيل جديدة في واقعة الهجوم على كنيسة مارمينا بحلوان.
وقال: أنا أسكن أمام الكنيسة مباشرة، وأن الإرهابي كان يستقل "موتوسيكل" ثم نزل من عليه وتوجه إلى كشك حراسة الكنيسة وأطلق عليه النار، مشيرا إلى أنه هرع من منزله بمجرد سماعه لإطلاق النار خوفا على أولاده الذين كانوا يلعبون في الشارع.
وأضاف خلال حواره، منفذ العملية شخص واحد فقط وليس اثنان أو ثلاثة أشخاص كما يُشاع، كان يقود دراجة نارية، ركنها بجوار الكنيسة في شارع مساحته تتراوح بين 5 إلى 6 أمتار، وكان يحمل بندقية آلية وعدة خزن طلقات، وأصاب سيدتين وحارس الكنيسة بمجرد نزوله من الموتوسيكل بالإضافة إلى أمين الشرطة المكلف بحراسة الكنيسة".
وأشار إلى أنه أنقذ طفلة تعرضت والدتها لإحدى رصاصات الإرهابي، وقام أيضًا بحمل الضحايا والمصابين إلى المستشفى. وواصل الشاب حديثه: "أخذت السلاح الآلي من أمين الشرطة الشهيد، وحاولت أطلق النار على الإرهابي لكني تعثرت في شد أجزاء السلاح، وجاء شاب يسكن بالمنطقة وأخذ مني السلاح لكن خبرته لم تساعده على إصابة الإرهابي، ونفذت جميع الطلقات في الهواء".
وتابع: "عندما عاد الإرهابي للشارع مرة ثانية تمكنت من إصابته بحجر في رأسه قبل أن يتم إصابته بطلق ناري في قدمه من جهة غير معلومة، ثم تمكنت من شل حركته وحملته إلى سيارة الشرطة "البوكس".
خبير عسكري: "الإرهاب يلفظ أنفاسه"!
وعبر قناة "الحدث اليوم " قال اللواء عادل العمدة، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "ساعة مع المستشار" الجمعة، أن ضغط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين، جعل الإرهابيين يلجؤون لاستخدام أسلحة عادية في عملياتهم.
وزعم العمدة أن الإرهاب الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو ما يظهر من بعض التحركات الدولية الإقليمية لبعض الدول المناوئة لمصر للعبث بالأمن القومي المصري مثلما حدث بمنح السودان إدارة جزيرة سواكن لتركيا.
كما أثنى على تفاصيل تكريم وزارة الداخلية لبعض أفرادها لتصديهم لحادث كنيسة مارمينا في حلوان.