ربما الآن، وبعد عامين من صرخات زوجته بأنه أوشك على الموت، وتصريحها لبوابة الحرية والعدالة "زوجة معقتل ببرج العرب: أوشك على الموت"، فالآن نادي فتحي جاهين، في ذمة الله، بعد أكثر من عامين من إصابته بسرطان المستقيم بعد عامين آخرين قضاهما بأسوأ سجون الإنقلاب منذ اعتقاله في 14 أغسطس 2013.
عامان ونصف ظل السرطان يفتك بنادي جاهين، مع اهمال طبي متعمد بحالته وعدم السماح بعلاجه وبعدما سمحوا أعادوه وهو مريض ووضعوه بزنزانة لا تصلح لحالته، وإيقاف العلاج الكيماوي.
وكانت المحكمة العسكرية قد أخلت سبيله منذ قرابة الشهر ونصف بعد اعتقال دام 4 أعوام، فأصدرت المحكمة العسكرية بالإسكندرية قرارا بالإفراج عنه في 23 أكتوبر وأفرجت عنه فعليا في 6 نوفمبر. أسبوعان ليتم إخلاء سبيله بقرار المحكمة، بعد ورود تقرير طبي من مستشفى دمهور التعليمي يؤكد حالته المرضية المتأخرة.
ترحيلات مريض
حالة نادي جاهين، رغم وضعها الصحي المتردي شاهد على جبروت الإنقلابيين، فتصر سلطات الإنقلاب ترحيله المتكرر من سجن برج العرب حيث عانى الأمرين إلى سجن الأبعادية بمدينة دمنهور.
ولذلك ا‘تبرت المنظمات الحقوقية على تنوعها أن حالته نموذج للقتل البطيء الممنهج، التي يتعرض لها المعتقلون داخل السجون والمعتقلات، حيث كشفت أسرة المعتقل بسجن برج العرب "نادي فتحي جاهين" محاسب بالتأمينات ويبلغ من العمر 52 عامًا، عن تعرض حياته للخطر، نتيجة مرضه مرارا.
القضاء العسكري، من جانبه قضى عليه حضوريًا بالسجن المشدَّد 15 عامًا، والمراقبة لمدة 5 سنوات.
وأشارت إلى نقل داخلية الانقلاب لكافة المتهمين بقضية "حرق ديوان محافظة البحيرة" إلى سجن برج العرب، لافتة إلى غياب الرعاية الصحية اللازمة لإصابته، مؤكدة أن إدارة سجن "برج العرب" شخصت حالته "بنزيف إعتيادي".
بعد معاناة مع المرض تم تحويل مجرى فتحة الشرج إلى فتحة في البطن بعملية كولستومي، ثم تم نقله إلى سجن الحضرة بالإسكندرية وتم إيداعة بالمستشفى ، إلا أنه أعيد نقله إلى زنزانته بسجن برج العرب دون استكمال العلاج.
وقام الإطباء باستئصال الورم السرطاني، وكان بحاجة إلى إجراء تحاليل وإشاعات لتبين إذا كان المرض انتشر بأماكن أخرى أم لا، إلا أن مصلحة السجون رفضت إخراجه لاستكمال العلاج، ليكتشف جاهين إصابته بالسرطان في الرئة.
أعيد المعتقل مره أخرى لاستكمال الكمياوي بسجن الحضرة ولكن بسبب عدم إجراء التحاليل اللازمة في تحديد نسبة الورم على الرئة أصبح العلاج دون فائدة.
وصدر قرار بوقف العلاج وجلسات الكيماوي دون إبداء أسباب، الأربعاء الماضي، وتم ترحيله إلى سجن برج العرب، كما تم إيقاف علاجه على حساب التأمين الصحي بحجة إنه لا تأمين صحي بعد فصله من عمله.