في محاولة لترسيخ الأمر الواقع أعلنت وزارة الأوقاف بحكومة الانقلاب نيتها بناء 100 منزل لأهالي حلايب، إحدى مدن مثلث "حلايب وشيلاتين" المتنازع عليه مع السودان؛ لتأكيد سيادتها على المنطقة. وتأتي الخطوة المصرية بعد موجة هجوم على السودان بعد استقبال الرئيس البشير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما استدعى ردا سودانيا من إبراهيم غندور، وزير خارجية السودان بقوله: "لو لم تكن زيارة أردوغان إلى السودان ناجحة جدا لما كانت بعض وسائل الإعلام المصرية تناولت الموضوع بشكل مؤسف، لكن "فليموتوا بغيظهم". كما استدعى ردا تركيا من وزير الخارجية تشاوش أوغلو الذي قال: "الغالبية العظمى من الشعب المصري مُمتن من زيارتنا إلى السودان؛ فمن فرح لهذه الزيارة فليفرح، ومن يغار فليمت بغيظه". جمعة الانقلاب وقال وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة إن وزارته ستمول بناء 100 منزل متكامل لأهالي حلايب، في إطار تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا، وجاء التصريح عقب اجتماع عقده عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، بمشاركة رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، وهو ما ألقى بظلال أمنية على التصريح الصادر عن ضابط الأوقاف. ولن تكون بناء المنازل هي الإجراء الوحيد الناتج عن الاجتماع؛ بل أعلن "جمعة" تسيير قافلة دعوية سيرأسها، يوم الجمعة المقبل، لمدينة حلايب، وسينقل فعالياتها التلفزيون المصري، فضلا عن قافلة شهرية من عشرة علماء ترسلهم الأوقاف إلى منطقة حلايب وشيلاتين.
مفاجأة تركيا ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية قبل يومين تصريحا برغبة مسئولين أتراك في التقارب مع مصر، وفاجأ أردوغان الجميع بزيارة السودان ومعه 200 رجل أعمال، وهو ما أزعج السلطات الانقلابية، لا سيما بعد اتفاقية استحواذ تركيا على جزيرة "سواكن" بالبحر الأحمر. فضلا عن ملف سد النهضة الذي تظهر فيه السودان أكثر تقاربا مع الموقف الإثيوبي ورافضة للمقترحات المصرية لاسيما بعد أن رفض السودان رسميا أمام الأممالمتحدة اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر والسعودية لتضمنها وضع مثلث حلايب وشلاتين واعتباره مصريا، رغم وضعه المتنازع عليه. أزمة حلايب من جانبها، بدأت الخرطوم مؤخرا في تسمية الوجود المصري في مثلث "حلايب- شلاتين - أبو رماد" ب"سلطات الاحتلال المصري"، وبات الأمر محل تصعيد ونقطة توتر رئيسية بين الجانبين. وأعلنت خارجية الانقلاب، الخميس الماضي، أنها ستخاطب الأممالمتحدة، لتأكيد مصرية المنطقة، رافضة ما وصفته ب"مزاعم السودان بأحقيته في السيادة على تلك المنطقة"، ردا على الخطوة السودانية. وعبرت السودان عن قبولها ب"الدعوة إلى حل قضية مثلث حلايب وشلاتين؛ إما بالحوار أو التحكيم الدولي".