العميد حسام العواك: هناك تعاون كامل بين الحكومة السودانية وتنظيمات مسلحة أعضائها عائدون من سوريا والعراق خبير استراتيجى: إعلان السودان عن ضم حلايب وشلاتين لدوائرها الانتخابية مجرد إجراء إعلامى قامت به فى 2010 أيضًا وبعدها لم يحدث شيئً من جديد تطل الأزمة المتعلقة بحلايب وشلاتين برأسها مرة أخرى على ساحة العلاقة بين مصر والسودان، لكن هذه المرة بشكل أكثر خطورة، خاصة بعد ما كشفت مصادر مطلعة بأن التنظيم الدولى للإخوان بالتعاون مع حكومة تركيا قاما بوضع خطة جديدة لإشعال فتيل الأزمة بين مصر والسودان من ناحية، وليبيا من ناحية أخرى، لتصبح مصر بذلك فى صراع دائم مع دولتى الجوار. المصادر كشفت عن أن الخطوة الأولى فى الاستراتيجية التى وضعها التنظيم الدولى بدأت بالإيعاز للجانب السودانى بإعلان حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، وهو ما تم خلال الشهر الماضى. بعدها ينوى الجانب التركى والتنظيم الدولى نقل بعض العناصر الإرهابية الموجودة فى الأراضى الليبية إلى الأراضى السودانية، ومن ثم إلى منطقة حلايب وشلاتين لتنفيذ عدة عمليات ضد قوات الجيش المصرى المتواجدة هناك لإثارة الأوضاع. وحسب المصادر فإنه قد عُقد اجتماع مطلع الشهر الجارى بين وفد من ليبيا برئاسة عبد الحكيم بلحاج، ووفد سودانى برئاسة الفريق أمن مهندس محمد عطا عبد المولى، وتم الاتفاق بين الطرفين على نقل 3 آلاف جهادى إلى منطقة حلايب وشلاتين بعد تدريبهم فى معسكرات شرق السودان. هذه العناصر من جنسيات مختلفة منهم عرب ومنهم أجانب عائدون من عمليات القتال فى سوريا والعراق، وبعضهم مرتزقة يقومون بتلك العمليات مقابل أجور مادية. من جانبه قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى إن هناك ثلاثة معسكرات شرق السودان، تم رصدها خلال الشهور الماضية وتضم عددًا كبيرًا من الإرهابيين من اليمن وليبيا وأفغانستان وعناصر مصرية جهادية أيضًا. وأضاف سويلم، أن تلك العناصر تشكل خطورة كبيرة، خاصة أن التنظيم الدولى يسعى جاهدًا لإثارة الأوضاع على الحدود المصرية الليبية التى يتولاها أنصار الشريعة بالتنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان. وتضم الثلاثة معسكرات نحو 3000 ألف جهادى يقومون بالتدريب من أجل الانتقال إلى منطقة حلايب وشلاتين من أجل مهاجمة القوات المصرية هناك، وقد تجد القوات السودانية فرصة للتدخل عسكريًا فى هذه الحالة، وهو ما سيطر القوات المصرية للدفاع عن أرضها فى ذلك الوقت. سويلم شدد على أن القوات المصرية أعلنت حالة الطوارئ على المناطق الحدودية منذ فترة، خاصة الحدود مع السودان وليبيا. من جانبه قال الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة السودان بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن إعلان السودان عن ضم حلايب وشلاتين للدوائر الانتخابية التابعة لها هو إجراء إعلامى قامت به فى 2010 أيضًا، ولم تجر بهما أية انتخابات سودانية لخضوعهما للسيادة المصرية. وأضاف رسلان، أن حلايب وشلاتين يتم إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية فيها كل عام، وستتم فيها الانتخابات البرلمانية القادمة فور تحديد موعدها بتأمين مصرى كامل. وفيما يتعلق بالوضع الأمنى وإمكانية نقل عناصر إرهابية إلى منطقة حلايب وشلاتين، أوضح رسلان أن المنطقة بعيدة عن النقاط الحدودية مع ليبيا، وهو ما يجعل عملية الانتقال إليها أكثر صعوبة وتستغرق وقتًا كبيرًا، وتعد منطقة غرب الأربعين هى المنطقة التى يمكن من خلالها انتقال العناصر الإرهابية إلى السودان، وهذه المنطقة لا يمكن أن يسلكها إلا عناصر تعى الخريطة الجغرافية فى هذه المنطقة نظرًا لخطورتها. أما الجهادى السابق صبرة القاسمى، فأوضح ل«الصباح» أن تلك المعسكرات أقيمت منذ مطلع العام الماضى، وكانت بهدف القيام بعمليات داخل الأراضى المصرية والمحافظات الحدودية. القاسمى أضاف أن تلك العناصر لم تجد سبيلًا لتنفيذ جميع أغراضها داخل الأراضى المصرية، فصدرت لها التعليمات من جانب التنظيم الدولى بإثارة الأوضاع فى منطقة حلايب وشلاتين، وذلك من أجل إجهاد قوات الأمن فى تلك المنطقة المتنازع عليها بين مصر والسودان. من جانبه قال العميد حسام العواك، أن هناك تعاونًا ما بين الحكومة السودانية والعناصر الإرهابية، خاصة أن الشهر الماضى شهد عملية تسليح بشكل كبير لعناصر الشريعة فى ليبيا عن طريق طائرات عسكرية قامت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة. وأضاف العواك أن هناك خمسة ضباط قطريين انتقلوا إلى السودان لتدريب بعض العناصر، وتم رصد عملية دخول الضباط الخمسة إلى الأراضى الليبية هم، محمد على العبادى، وفرج صالح منصور، عبد الكريم سعيد على، وسند عباد، أحمد الصالحى. وتابع العواك أن الضباط الخمسة قاموا بتدريب عناصر تابعة لأنصار الشريعة، كما تم نقل عدد من العناصر الإرهابية إلى السودان مطلع الشهر الماضى قادمين من سوريا والعراق، منهم عدد كبير قد انتقل إلى ليبيا والبعض بقى فى السودان. نبيل نعيم الجهادى السابق، أكد أيضًا أن تلك العناصر منها بعض العناصر العائدة من سوريا خاصة بعد شن التحالف الدولى حربًا ضد التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق. نعيم أضاف إلى أن التنظيمات الإرهابية نقل عناصرها بالقرب من الدول العربية التى تشارك فى التحالف الدولى، منها الأردن والكويت ومصر والجزائر. وجاءت عملية نقل العناصر بغرض الانتقام، ونشر الفكر التكفيرى بين داخل الدول العربية من أجل زعزعة الأوضاع فيها وتغلغل تلك العناصر داخلها. كما تابع أن زعزعة الأوضاع فى منطقة حلايب وشلاتين جاءت بدعم تركى، خاصة أن أردوغان وحكومته يقف وراء تحريض حكومة البشير للسيطرة على المناطق المصرية الحدودية بين البلدين. تاريخ الصراع تعود الأزمة بين مصر والسودان إلى 1898 حين حددت اتفاقية الحكم الثنائى بين مصر وبريطانيا الحدود بين مصر والسودان، والتى ضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالًا لمصر وتضم مثلث حلايب وشلاتين، وبعد ثلاثة أعوام فى 1902 عاد الاحتلال البريطانى الذى كان يحكم البلدين ثم اتبع مثلث حلايب للإدارة السودانية طبقًا لقربها من الخرطوم. فى 18 فبراير عام 1958 قام الرئيس جمال عبد الناصر بإرسال قوات مصرية وإعادتها للسيادة المصرية، ظلت إداريًا للسودان المصرى فى ذلك الوقت، ثم قامت السودان بعد ذلك فى يوليو 1994بإرسال مذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، تشتكى الحكومة المصرية بتسعة وثلاثين غارة شنتها القوات المصرية فى الحدود السودانية، منذ تقديم الحكومة السودانية بمذكرة سابقة فى مايو 1993. فى عام 2000 قامت السودان بسحب قواتها من حلايب وقامت القوات المصرية بفرض سيطرتها على المنطقة. فى عام 2004 أعلنت الحكومة السودانية أنها لم تتخل عن المنطقة المتنازع عليها. فى عام 2010 تم اعتماد حلايب كدائرة انتخابية سودانية تابعة لولاية البحر الأحمر وأقرت المفوضية القومية للانتخابات السودانية حق التصويت فى الانتخابات السودانية لأهالى حلايب باعتبارهم مواطنين سودانيين إلا أن سكان المنطقة من البشاريين انتقدوا تقاعس الحكومة المركزية فى إتمام العملية. أقيمت الانتخابات البرلمانية المصرية لعام 2011 فى نوفمبر وشملت مثلث حلايب ونقلت صناديق الانتخاب إلى الغردقة بطائرة مروحية عسكرية مصرية لفرز الأصوات هناك. فى إبريل 2013 قام الرئيس المعزول محمد مرسى بزيارة إلى السودان، وجدد الجدل حول مثلث حلايب، حيث أفاد مساعد الرئيس السودانى «موسى محمد أحمد» فى ذلك الوقت أن مرسى وعد الرئيس السودانى عمر البشير بإعادة مثلث حلايب إلى وضع ما قبل 1995. فى مايو 2014 أفادت تقارير صحفية سودانية رسمية إن قوة من مشاة البحرية السودانية قد قامت باستبدال القوة المرابطة فى حلايب وفقًا لنظام القوات المسلحة السودانية، وأن الفرقة 101 مشاة البحرية قد احتفلت فى بورتسودان بعودة القوة التى كانت مرابطة فى حلايب بعد أن تسلمت القوة البديلة مواقعها هناك. ونقل عن والى ولاية البحر الأحمر السودانية، محمد طاهر ايلا، تأكيده على دور القوات المسلحة السودانية فى حماية الوطن وتحقيق مبدأ سيادة السودان على أراضيه، مبينًا أن وجودها «بمنطقة حلايب» تعبير عن السيادة السودانية بالمنطقة. من الجانب المصرى نفت مصادر أمنية ما ردده الجانب السودانى، حيث أكدت المصادر أن حلايب وشلاتين تخضع لسيطرة تامة من جانب القوات المصرية، وأن القوة السودانية الموجودة لا تزيد على 30 فردًا، وهم موجودون بناء على اتفاق مصرى سودانى.