بعد انهزام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي أمام إثيوبيا في ملف سد النهضة، الذي يفاقم العطش والجفاف في مصر، تعتزم العديد من الدول الإفريقية إنشاء سدود على نهر النيل دون الرجوع لمصر، التي يمنحها القانون الدولي للأنهار الدولية حق التشاور المسبق بشأن التصرف في كميات المياه الواردة للنهر. وكانت إثيوبيا قد أعلنت مؤخرا عن شروعها في بناء سد جديد على نهر السوباط، تبلغ سعته التخزينية مليار م3. ويطلق على السد "البارو أوكوبو" على نهر السوباط، وسبق لإثيوبيا أيضا إقامة "سد تاكيزي" بسعة 9 مليارات على نهر عطبرة في الشمال، والذي يساهم بنحو 12 مليار متر مكعب سنويا في النيل، ثم بناء سد النهضة العظيم على النيل الأزرق، وهو النهر الذي يشارك في مياه النيل بحصة مقدارها 48.850 مليار متر مكعب سنويا، ثم أخيرًا سد بارو أكوبو على نهر السوباط في الجنوب الغربي من إثيوبيا، والذي يساهم بنحو 12 مليار متر مكعب كل سنة، ويصب في النيل الأبيض. ويعد تأثير سدود نهر السوباط أخطر من سد النهضة نفسه، وذلك ضمن مخطط لإنشاء 30 مشروعا مائيا على نهر النيل، سيشمل 3 سدود كبرى لن يقل تأثيرها عن سد النهضة. وتخطط إثيوبيا لكي تصبح مصدرًا إقليميًّا رئيسيًّا للكهرباء، عبر بناء سدود للطاقة الكهرومائية بقدرة 45000 ميجاوات خلال السنوات المقبلة، وآخر هذه الإنشاءات هو ما أعلنت عنه الصحافة الإثيوبية، بعدما تم التوقيع على العقد النهائي مع شركة ساليني الإيطالية، ويقضي ببناء سد إثيوبي جديد على النيل الأزرق يسمى كويشا، بعد أن أصبح سد "جلجل جيبي" الثالث، الذي يعد أكبر السدود الإثيوبية بعد سد النهضة الإثيوبي الكبير، ساري المفعول، وبدأ في إنتاج الطاقة الكهربائية. ووفقًا للصحافة الإثيوبية، يقع سد «كويشا» في إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا المحاذي لكينيا، في منطقة تحمل نفس اسم السد، ومن المقرر أن يولد السد الطاقة الكهرومائية بطاقة إنتاجية تبلغ 2200 ميجاوات، بتكلفة 2.5 مليار يورو، ويبنى السد الجديد بارتفاع 170 مترًا، على نهر أومو، وستكون عليه بحيرة مساحتها 6 آلاف مليون متر. وأومو هو نهر إثيوبي عابر للحدود، ويصب في بحيرة توركانا، بالقرب من الحدود الكينية في جنوب إثيوبيا. ولعل أخطر ما في تلك السدود تأثيراتها السياسية والاقتصادية، حيث سيشجع ذلك النجاح الإثيوبي في فرض شروطها على مصر دولا أخرى من دول حوض النيل على بناء سدود أخرى دون الرجوع إلى مصر، وهو ما سيحول نهر النيل إلى ساحة للصراع والفوضى بين دول الحوض دون أى احتكام للقوانين المائية الدولية التى خالفتها إثيوبيا عندما قامت ببناء سد النهضة دون إخطار مصر. تأتي تلك السدود التي ستؤثر على نهر النيل وحصة مصر، في ظل خداع من سلطات السيسي للشعب المصري، حيث تُمعن في خداع الشعب المصري بشأن تعهد إثيوبيا بعدم المساس بحصة مصر من المياه، بينما هي لا تعترف بأي حصة أصلا لمصر في المياه. 5 دول إفريقية تبني سدودًا في فبراير الماضي، أعلنت الحكومة السودانية عن تنفيذ عدد من السدود بتمويل سعودي، حيث أكد موقع "أوول أفريكا" أن السدود السودانية إذا أنشئت سيكون لها تأثير على حصة مصر المائية، وسوف تثير مخاوف، منها حدوث جفاف وعرقلة مشروعات التنمية. وأعلنت الحكومة السودانية، في أوائل عام 2015، عن تفاصيل اتفاقها مع السعودية على تمويل ثلاثة سدود فى شمال السودان، بجانب زراعة مليون فدان، وبحسب المسئولين السودانيين فإن جميع المشاريع سوف تستغرق 5 سنوات. ولفت الموقع الإفريقي إلى أن السدود السودانية أحجامها صغيرة، أكبرها سد مروى، وتصل سعته التخزينية إلى 12 مليار متر مكعب، مقارنة ب74 مليارًا لسد النهضة. وتنقسم سدود السودان إلى قسمين: الأول في منطقة الشلالات، ولا يشكل خطورة على مصر؛ لطبيعة المنطقة الجبلية التي لا تصلح للزراعة، أما الجزء الثاني فهو الذي قد يشكل خطورة، حيث سدود نهر عطبرة وستيت والسوباط وتعلية خزان الرصيرص وسنار؛ لأن هناك زراعات تقوم على تلك السدود، وقد تقلل من حصة مصر المائية المتفق عليها. سد "واو" جنوب السودان وللضغط على السودان، تدعم مصر جنوب السودان لإنشاء سد واو، حيث أعلنت مصر في فبراير 2016، عن أنها تنسق مع جنوب السودان لإنشاء سد "واو" على نهر النيل، وذلك بعد الانتهاء من الدراسات الفنية والاقتصادية، حيث يعكف المسئولون على عمل دراسات جدوى بشأن إنشاء السد، حسبما قال المهندس حسام الطوخي، مدير عام الإدارة العامة لمشروعات التعاون الفني مع دولة جنوب السودان. أوغندا وفي أغسطس 2015 أعلن وزير مالية أوغندا ماتيا كاسيجا، عن أن بلاده وقعت مع بنك التصدير والاستيراد الصينى اتفاقية بتقديم قرض بمبلغ 789.3 مليون دولار أمريكى، تسدده أوغندا على مدار 20 عامًا، يبدأ منذ تكليف المصنع المختص بأعمال سد كاروما بقوة 600 ميجاوات على نهر النيل؛ لتعزيز قدرة إمداد البلاد بالطاقة الكهرومائية. "إنجا 3".. أكبر سد في العالم لتوليد الكهرباء على نهر الكونغو أما "سد إنجا 3"، وهو السد الثالث في الكونغو بعد "إنجا 1 و 2"، واللذين يعملان بقدرة إنتاجية منخفضة؛ لذلك تعتزم الكونغو بناء هذا السد، بالإضافة إلى سد آخر اسمه جراند إنجا. ويعتبر "إنجا 3" من أكبر السدود فى العالم، حيث من المفترض أن يربط بين نهري الكونغو والنيل. ويدعم المشروع البنك الدولي، وهو قادر على توليد الكهرباء بقدرة إنتاجية تتخطى 4500 ميجاوات، أما "جراند إنجا" فسوف يكون بقدرة إنتاجية تفوق ال 39000 ميجاوات، وستكون كافية لتغطية العجز الكهربائي في كل إفريقيا إذا ما تم إنشاء شبكة تغذية مشتركة بين دول القارة. سد الضرار في شلاتين وهو آخر ما أنتجته عقلية العسكر في مصر، نكاية في السودان، وهو حلقةٌ جديدة من النزاع بين مصر والسودان على تبعية المنطقة المعروفة بمثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد، فجّرها توجه القاهرة لإقامة سد مائي في منطقة وادي حوضين بمنطقة شلاتين المتنازع عليها بين البلدين. ويعتبر السد، الذي تعتزم القاهرة الشروع في تنفيذه، الأكبر في الصحراء الشرقية؛ إذ ستكون سعته التخزينية 7 ملايين متر مكعب من المياه بارتفاع يصل ل12 مترًا.