كما حذرت "الحرية والعدالة" سابقا من أن تنازل وبيع قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لجزيرتي تيران وصنافير للسعودية سيفتح على مصر أبوابا من التنازلات الأخرى التي قد تضطر إليها بلا ثمن، كمثلث حلايب وشلاتين التي تطالب السودان بتبعيته لها.. جدد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور مطالبة بلاده بمنطقة حلايب. وقال الغندور إن الاتفاق الذي وقعته السعودية ومصر بشأن جزيرتي تيران وصنافير اتفاق يمس جزءًا من الحدود البحرية السودانية، مضيفا، خلال لقاء تلفزيوني، أمس، أن السودان خاطب كلا من الرياض والقاهرة لإحاطتهما علمًا بالاتفاقية التي تنازلت بموجبها مصر عن الجزيرتين للسعودية، مشيرًا إلى أن العاصمتين لم تردا على الاستفسارات السودانية، ما دفع الخرطوم إلى اللجوء للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإيداع خريطة بحدوده البحرية. ويعتقد كثيرون في السودان أن السعودية اعترفت خلال اتفاقها مع مصر بالحدود البحرية المصرية، بما يشمل منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين، والتي تمتد على مسافة 200 كيلومتر على البحر الأحمر. وفي السياق نفسه، كشفت الخرطوم عن اتفاق سوداني سعودي منذ عام 1974 تعترف فيها السعودية رسميًا بسودانية حلايب. وكان خبراء حذروا قائد الانقلاب من التنازل عن "تيران وصنافير" المصريتين للسعودية، حيث يفتح شهية كل الدول المتاخمة لمصر في المطالبة بضم أراضي ومناطق مصرية لها. كما سبق وتنازل السيسي عن مسافات شاسعة من حدود مصر لليونان وقبرص وإسرائيل، فيما يعرف بالحدود البحرية، والمياه الاقتصادية.. كما تنازل نظام الانقلاب عن جزيرة شيتوس التي تستأجرها مصر منذ عهد المماليك.. وهكذا يجري تقزيم مصر بعهد الانقلاب العسكري "الدكر"!! حلايب مقابل المياه وكانت دعوات لاحت في الأفق المأزوم الذي سببه توقيع السيسي على اتفاق المبادئ مع إثيوبيا والسودان حول سد النهضة، وطالبت الدعوات بدعم سوداني لمصر في ملف سد النهضة الإثيوبي والسكوت عن مياهها الزائدة التي تصل لمصر مقابل التنازل المصري عن مثلث حلايب.. وهو ما قد يكون المخرج الوحيد للانقلاب العسكري في تجاوز أزمة سد النهضة التي يجرد مصر من زراعة دلتا النيل، وتزايد الجفاف والتصحر وعطش ملايين المصريين.