يشهد الاقتصاد التركي نموا متزايدا مع الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء 8 نوفمبر2017م، أن الإنتاج الصناعي في تركيا نما بنسبة 10.4% على أساس سنوي في سبتمبر الماضي، وقال وزير الصناعة إن البيانات تشير إلى أن النمو الاقتصادي سيتجاوز التوقعات، بحسب وكالة رويترز. وأعلنت خمس شركات تركية يوم الخميس الماضي عن خطط لإنتاج أول سيارة حديثة محلية الصنع في البلاد. وخلال برنامج تعريفي بمشروع السيارة في القصر الرئاسي بأنقرة، بحضور مندوبي الشركات المشاركة في المشروع، قال الرئيس أردوغان الذي يحرص على تصنيع أول سيارة تركية محلية الصنع: "أعتقد أن شعبنا سوف يفضل هذه السيارة إذا أصبحت خيارا مناسبا".
وتتمتع تركيا بخبرة في صناعة السيارات، حيث تنتج سيارات تحمل علامات تجارية أمريكية وأوروبية، مثل فورد وفيات وتويوتا وتُصدّرها إلى الاتحاد الأوروبي.
والشركات الخمس المشاركة في المشروع هي مجموعة الأناضول (Anadolu Grubu)، وبي إم سي (BMC)، وكيراتشا القابضة (Kıraça Holding)، ومجموعة توركسيل (Turkcell)، وزورلو القابضة (Zorlu Holding).
وقال أوغوزهان ألتون، وهو طالب هندسة إلكترونية يبلغ من العمر 21 عاما في جامعة يلدز التقنية في إسطنبول، لوكالة سبوتنيك الروسية إنه يشعر بحماس شديد لهذا المشروع. وقد وعد السياسيون الأتراك قبل وصول الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة بتنفيذ المشروع، لكنهم لم يفعلوا شيئا، وهذا سبب تحمسي له.
وأضاف ألتون أن تركيا أنتجت سيارة محلية تدعى ديفريم في الستينيات، ولكن حدثت لها مشاكل مختلفة وأهمل المشروع، ثم ترددت الفكرة عدة مرات، لكن هذه الخطوة التي اتخذتها الشركات الخمس التي وقعت العقد خطوة مهمة.
وتستورد تركيا 70% من السيارات من الخارج، وهو ما يؤثر تأثيرا كبيرا في خروج العملات الصعبة من البلاد، كما يقول ألتون، ولكن إذا أثبتت السيارة الجديدة نفسها، فيمكن حينئذ بيعها في جميع أنحاء العالم، مثلما فعلت ماليزيا بإنتاج سيارة بروتون.
ورأى رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية، رفعت هيسار جيكلي أوغلو، أن هذا هو الوقت المناسب لإنتاج سيارة تركية بنسبة 100 في المئة. وقال: "إن عمالقة السيارات منذ قرن من الزمن يتسابقون مع بعضهم في تكنولوجيات الجيل الجديد من السيارات، لذا فإن الوقت مناسب الآن للسيارات التركية وسنعمل جاهدين لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر لتحليل التقنيات البديلة وخيارات التمويل".
وتعد تركيا سوقا ضخمة ومتنامية للسيارات، ففي شهر أكتوبر الماضي فقط بيعت 91 ألفًا و752 سيارة بزيادة قدرها 83 ألف سيارة عن الشهر نفسه العام الماضي. وفي الوقت نفسه تُصنع أكثر من من 1.3 مليون سيارة في تركيا، معظمها للتصدير إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
الناتج الصناعي ينمو 10.4%
وأظهرت بيانات رسمية الأربعاء أن الإنتاج الصناعي في تركيا نما بنسبة 10.4% على أساس سنوي في سبتمبر الماضي، وقال وزير الصناعة إن البيانات تشير إلى أن النمو الاقتصادي سيتجاوز التوقعات، بحسب وكالة رويترز.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في وقت سابق إن النمو الاقتصادي في 2017 سيبلغ على الأرجح أكثر من 6% ليتجاوز المستوى الذي تستهدفه الحكومة البالغ 5.5%.
وقال وزير الصناعة فاروق أوزلو في بيان "تظهر البيانات الحالية أن النمو في تركيا في نهاية العام سيكون مرتفعا قليلا عن التوقعات". وأشارت البيانات التي أصدرها معهد الاحصاء التركي إلى أن الانتاج الصناعي زاد بنسبة 0.6% على أساس شهري في سبتمبر. وقال أوزلو إن الانتاج الصناعي نما بنسبة 10 بالمئة في الربع الثالث من العام.
و"طفرة تاريخية" في الصادرات التركية
من جانه، توقع وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، في تصريحات صحفية مؤخرا، أن تحقق بلاده خلال 2017 طفرة تاريخية على صعيد قيمة الصادرات، مشيرا إلى أنها "ستتجاوز عتبة 157.6 مليار دولار".
ولفت في هذا الصدد إلى أن الصادرات التركية، خلال أكتوبر الماضي، ارتفعت بنسبة 16% على أساس سنوي. وزاد: "نأمل أن نكون في الربع الثالث 2017 واحدا من البلدان التي يشار إليها في مجال النمو حول العالم".
وتشهد الصادرات التركية منذ مطلع 2017، زيادات متتالية في قيمها، مع ارتفاع الطلب الخارجي على صناعاتها المحلية في قطاعات الزراعة والصناعة والأسلحة والخدمات وغيرها، بينما سجلت قيمتها في 2016 مبلغ 142.6 مليار دولار.