هاجمت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واتهمته بأنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مقدمًا مصلحة حركته على مصلحة الإسلام والمسلمين، مضيفًة أن الاتحاد له دور في "إثارة الفتن في بعض الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص. وقال بيان الأمانة العامة ل"الهيئة" الرسمية، إن الاتحادات التي تصنف نفسها على أنها "علمية"، رغم أنها تقوم على أساس حزبي ولأغراض سياسية، ولا تمت إلى العلم أو العلماء بصلة. وأضاف البيان "ننصح الجميع- ولا سيما طلبة العلم- بالابتعاد عن الانتساب إلى هذه الاتحادات، كما ننصح طلبة العلم في المملكة العربية السعودية بعدم الانتساب إلى أي اتحاد أو مجمع غير معتمد من الدولة". تغريدات ومواقف ولعل ما أثار حفيظة الهيئة الرسمية السعودية، ما قاله أمين عام الاتحاد العالمي فيما يتعلق بالأزمة الخليجية القائمة: "على عقلاء الخليج أن يأخذوا كلمة أمير الكويت على محمل الجد.. لا بد من تقديم الحكمة ومصالح الأمة على الخلافات الآنية الضيقة". وفي 14 سبتمبر، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الإفراج الفوري عن الشيخ سلمان العودة ورفاقه، فيما ردت السلطات السعودية بمزيد من الاعتقالات، وكان "العالمي لعلماء المسلمين" قد استنكر اعتقال فضيلة الشيخ د. سلمان العودة، عضو مجلس أمناء الاتحاد، مع عدد من العلماء، مثل الشيخين القرني والعمري، واستنكرته جهات عدة رغم أنه لم يصدر أي بيان رسمي من المملكة العربية السعودية، فالشيخ- حفظه الله- عضو بمجلس أمناء الاتحاد، ويشهد له بجهوده في مجال الدعوة الإسلامية، وهي جهود مباركة موسومة بالوسطية التي ينتهجها الاتحاد، وقد ابتلي منذ فترة بوفاة زوجته وابنه. وصرح فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القرة داغي، الأمين العام للاتحاد، بأنه في ظل هذه الأزمة التي وقعت بين دول مجلس التعاون الخليجي، لم يفعل الشيخ العودة إلا أنه نادى بوحدة تلك الدول بموجب تغريدة بشأن أزمة قطر ودول مجلس التعاون، أثارت ردودا غاضبة في المملكة، وقالت تغريدة العودة: (ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم ألّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم)، وذلك عقب الاتصال الهاتفي بين أمير قطر وولي العهد السعودي مؤخرا. وعبَّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن انزعاجه بشدة لنبأ اعتقال الشيخ سلمان العودة، وعدد من الدعاة والعلماء المشهود لهم بالعلم مثل د.علي العمري عضو الاتحاد، والشيخ عوض القرني، وطالب خادم الحرمين الشريفين بسرعة الإفراج عن العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم، وعدم المساس بحريتهم. ودعا المملكة العربية السعودية لتغليب صوت الحكمة في التعامل مع تلك الأزمة الخليجية ومع هؤلاء العلماء، وعدم الزج بهم في قضايا الخلاف السياسي. لا حجة ولا برهان وتتعمد المواقع الإخبارية التي نقلت الهجوم من المؤسسة الدينية السعودية، أن تذكر أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تأسس في 2004، ويرأسه يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة، ويعبر عن وجهة نظر الإخوان. غير أن السعودية في 24 فبراير 2015، خرقت لائحة "الإرهاب" الإماراتية، ولائحة الإرهاب التي وضعتها هي لاحقا في يونيو الماضي، عندما استضافت ممثلين عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، في مدينة مكة، في إطار مؤتمر "الإسلام ومحاربة الإرهاب"، إلى جانب 82 منظمة أخرى وضعتها على لائحتها السوداء، في نوفمبر 2015. القرضاوي في مكة كما التقى الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على هامش مشاركتهما في مؤتمر بمكةالمكرمة. ونشر القرضاوي، الاثنين 21 مارس الماضي، على حسابه بموقع "تويتر"، صورة تجمعه مع آل الشيخ، وكتب عليها: "مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء". وشارك القرضاوي وآل الشيخ، في المؤتمر الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، تحت عنوان "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحكّمات الشريعة"، برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.