في دولة القهر والفشل الأمني، لم يصبح أمام أهالي الغلابة في مصر سوى المطالبة برؤية أبنائهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فلا فرق بين ضابط وبين غفير في دولة السيسي حيث الكل مستهدف والكل يدفع ثمن الانقلاب. هذا ما عبر عنه لسان حال الدكتور علاء الحايس، والد النقيب المفقود محمد الحايس، معاون مباحث أكتوبر، وأحد المشاركين في معركة الواحات، حيث لم يتبق أمامه سوى أن يطالب برؤية جثمان ابنه، مناشدا أنه يريد رؤية نجله واستعادته بعد فقده خلال معركة الواحات، قائلًا: "أنا عايز ابني". وأضاف الحايس، خلال لقائه ببرنامج "هنا العاصمة"»، المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، أمس الأحد، "ابني لو استشهد فهو مش هيغلى على اللي خلقه، ولا هيغلى على مصر، لو اتخطف، أنا هتدمر، دي ناس ماتعرفش ربنا، هيقطعوا ابني، عايز أعرف إيه حصله، طمنوني عليه، عايز ابني حي أو ميت". وتابع: "محمد بالنسبة لي كان حاجة كبيرة، كان دايما يقولي يا بابا أنا في ضهرك، مش أنت اللي في ضهري، كان بيحب شغله جدًا، وبيتكرم كتير، لو ابني رجع النهاردة، وعنده مأمورية بكرة، أنا مش همنعه، وهشجعه، عشان دي بلده". يذكر أن ما يقرب من ستين ضحية من ضحايا معركة الواحات التي أثبتت فشل دولة القمع في نظام عبد الفتاح السيسي، في الوقت الذي تزعم فيه داخلية الانقلاب أن عدد الضحايا 17 من قوات الأمن ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا، أثناء مداهمة إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق "أكتوبر-الواحات"، بمحافظة الجيزة، الجمعة الماضية، بعد ورود معلومات لقطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من هذه المنطقة مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية.