لم تنتظر الصحف والمواقع الإماراتية كثيرًا، تقريرًا غربيًا لمركز "المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط" يفضح فيه تمويل الإمارات حملة إعلامية ضد قطر، وصلت إلى فرنسا عبر ذراع إعلامي سيساوي معروف بارتباطاته بأجهزة الأمن السيادية في مصر. وسارعت المواقع والصفحات الإماراتية على مواقع التواصل "فيسبوك" و"تويتر" إلى تبني مقولات رئيس تحرير البوابة نيوز، عبدالرحيم علي، والذي سبق أن عمل "مخبرا" بموقع إسلام أون لاين، الذي كان يمول قطريا، لفترة غير قصيرة.
ومن تلك المواقع "فرسان الإمارات"، الناطق باسم مخابرات محمد بن زايد على "تويتر"، الذي نشر تصميات بأقوال من وصفته ب"البرلماني" ومنها هجومه واتهامه قطر بأنه "يفزعها الصوت المختلف وتتشدق كذبا بالحديث عن حرية الرأي والتعبير".
ونقلت عنه أيضا اتهامه لقطر بالتحالف مع إيران لابتلاع المنطقة العربية وزعزعة استقرارها الإرهاب القطري في فرنسا". وكذلك ب"صنيعة بعض التنظيمات الارهابية وأنها تدعمها بالاموال والدعم الاعلامي غير المحدود".
ودشنت مواقع لجان محمد بن زايد على تويتر هاشتاج "الإرهاب القطري في فرنسا"، في معركة لعب أبوظبي على المكشوف مع الدوحة، لتفضح الدور الذي تلعبه المخابرات الإماراتية، بنشر مواقعها تصريحات عبدالرحيم علي رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز" ضمن مؤتمر تموله في فرنسا بعنوان "قطر..أزمات الشرق الأوسط" في إطار الهجوم المتواصل من الإمارات وأذرعها على قطر.
فضيحة عالمية من جانبها كشفت الصحف القطرية أن "المجهر الأوربي لقضايا الشرق الأوسط" وهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا أن الإمارات خصصت تمويلا ضخما للإعلامي المصري عبد الرحيم علي -وهو معروف بارتباطاته بالجهات الأمنية المصرية- من أجل تنفيذ أنشطة ودعم مواقع صحفية وعقد مؤتمر تحريضي في العاصمة الفرنسية باريس لمهاجمة قطر بدعوى دعم "الإرهاب".
وأضافت أن المدعو عبد الرحيم علي سوّق نفسه خلال الأشهر الماضية لدى الإمارات أن باستطاعته شن هجمة إعلامية في فرنسا ضد قطر، وذلك من خلال افتتاح مكتب رئيسي لموقع صحيفة "البوابة نيوز" ونسخة فرنسية للموقع الذي خصصت لإنشائه ملايين الدولارات في العاصمة الفرنسية باريس.
وذكر المجهر في تقريره -الذي نشرت تفاصيله جريدة الشرق القطرية- أن علي "دشن عقب الأزمة مع قطر في 26 يوليو الماضي وبتوجيهات أمنية عربية شركة فرنسية تهدف إلى العمل عن بعد يملكها مع زوجته ونجله".
صحيفة مشبوهة وأوضح أن من أبرز المشاركين في تأسيس مقر الصحيفة الصحفي الأمنجي أحمد الخطيب، الهارب من حكم نهائي بالسجن خمس سنوات؛ بسبب إهانته الأزهر الشريف، وهو مندوب سابق لصحيفة "المصري اليوم" بوزارة الداخلية. وأضاف المجهر أن "علي" حصل أيضا على ملايين الدولارات من أجل عقد مؤتمر تحريضي والقيام بأنشطة ضد دولة قطر، يهدف إلى وصمها بالإرهاب داخل الأوساط الفرنسية".
وأوضح المجهر الأوروبي أن المؤتمر واجه عزوفًا كبيرًا عن المشاركة من قبل النخب الإعلامية والبحثية والسياسية الفرنسية، وهو الأمر الذي أدى إلى تحويره بما يشبه ندوة إعلامية.
وأوضح أن "مركز دراسات الشرق الأوسط"، الذي أسسته الإمارات عبر عبد الرحيم علي، عمل على استمالة بعض الشخصيات الفرنسية من خلال السماح لبعضهم بكتابة مقالات مدفوعة الأجر في النسخة الفرنسية من "صحيفة البوابة".
دعم صهيوني ولفت المجهر إلى أن معظم المشاركين في كتابة المقالات عبر موقع "صحيفة البوابة" يرتبطون بعلاقات وثيقة مع اللوبي الصهيوني في فرنسا، فضلًا عن معاداتهم الواضحة للمسلمين وقضاياهم، وأشار إلى الكاتب الصحفي جورج مالبورنو المعروف بعدائه الشديد للمسلمين ونشره عددًا من المقالات التي تهاجم قطر.
وأضاف أن أبرز الشخصيات التي أسهمت في كتابة مقالات عبر صحيفة "علي" وزير الخارجية الأسبق "رولان دوما"، الذي برز في أكثر من مرة مهاجمًا دور قطر في ليبيا، ومحرضًا عليها، وكان دوما شارك قبل عدة أسابيع في ندوة نظمها مركز دراسات يتبع أحد المشاركين في مؤتمر عبد الرحيم علي ويدعى إيلي حاتم".
ولفت "المجهر الأوروبي" إلى أن عبد الرحيم علي هو من الشخصيات التي ظهرت مع قفز الانقلابي إلى الحكم في مصر، ويعد من أشد المهاجمين للربيع العربي، واستخدم جريدته "البوابة نيوز" لتشويه رموز الثورة ومهاجمتها.