"كتير من الشباب ألحدوا.. لكن ماخرجوش من الإسلام.. ده مسلمين ومسيحيين.. ما قدروش يتحملوا الفتنة وحجم الظلم على الأرض"، هكذا أفتي السفيه عبدالفتاح السيسي، مؤكدا "أنا مش قلقان من الحكاية دي، مش لأني مش غيور على الله، لا لأني عارف إن الموضوع ده حينتهي"، وهكذا أصبح الإلحاد علامة بارزة على نجاح الانقلاب في مصر. ومضى السيسي يضع طقوس دينه الجديد لاتباعه بالقول:"يعني الله خلق البشر عشان ييجوا ناس يجبروهم انهم يؤمنوا بمزاجهم أو يقتلوهم وبعد كده ربنا يحاسبهم يوم القيامة.. دي حاجة صعبة اوي". ومن تلك القاعدة التي أرساها السيسي انطلق الدكتور “علي جمعة“، مفتى القتل في مجزرتي رابعة والنهضة، يبرر كوارث “الملحدين”، بالقول “هم زعلانين من ربنا”. زعلانين من ربنا! وكان "جمعة" قال إن "الأبحاث التي أجريت على الملحدين أثبتت أن معظمهم لا ينكرون وجود الإله". وأضاف -خلال برنامج "والله أعلم" المذاع عبر فضائية "سى بى سى" الفضائية، مساء أمس "السبت"-، "الشباب دي عاوزين يمشوا الكون بهواهم، فهم لا يدركون حكمة الله". وتابع جمعة "الإلحاد بمعنى إنكار الله واحد في الألف، أما نسبة 12.5% اللى خرجنا بها من أبحاث الإلحاد بين الشباب، وجدنا أنهم لا ينكرون الإله وإنما زعلانين منه، وغاضبون". نهارنا أسود تصريحات المفتي السابق التي يدافع فيها عن الملحدين ليست الأولى من نوعها، فمن حين لآخر يبدى "جمعة" دفاعًا غير مفهوم عنهم. وفي أغلب تصريحاته يصفهم بصفات مختلفة، تعبير "في باطنها" عن وجهة نظره "غير معتادة". ففي حواره بقناة "الرسالة" الفضائية، تحدث المفتي السابق عن أهمية الإيمان بالله، ثم نقل حديثه عن "الملحدين" قائلاً: "لو تخيلت الدنيا من غير ربنا هيبقى نهارنا أسود وليلنا أحلك من نهارنا، دي هتبقى الدنيا كئيبة كآبة.. أنا مش قادر أتصور الملاحدة مبسوطين من إيه وعايشين إزاي؟". وأثناء لقائه بفوج من طلاب الجامعات المصرية عام 2014، قال "جمعة" إن "الأزهر أجرى أبحاثًا عن الشباب الملحدين في مصر، وذلك على 6 آلاف شاب، كانت نسبة الملحدين فيهم 12.30%". وتابع: "الدراسة انتهت إلى وجود 56 سببًا لإلحاد الشباب المصري، أهمها أنهم ملحدون بسبب زعلهم من ربنا”، معلقًا: “المغفلين مايعرفوش إن ربنا رحيم". "شغل حشاشين"! وخلال حواره -في برنامج "والله أعلم" المذاع عبر فضائية "سى بى سى" الفضائية- أبدى المفتي السابق استغرابه مما يتحدث فيه الملحدون، ومن المواقع الإلكترونية التي تروج لأفكارهم، وقال: "تلاقي في حاجة اسمها الإلحاد العربي والملاحدة العرب، إيه الشغلانة بتاعتهم دي؟”، خاتمًا حديثه بسخرية: “ده شغل حشاشين والله". وفي البرنامج نفسه حرص "جمعة" على تكرار الدفاع عن الملحدين، وهو ما أعاده في يوليو الماضي، بالقول: "إذا كان الناس دلوقتي بتضحك على الناس وبتقول لهم ده مفيش ربنا، واخد بالك، بيقولوا ربنا ده عمل وهم للبشرية، أنا عايز أفهم.. مفيش ربنا ده الدنيا هتبقى سودة وكئيبة وخازوق مغري، لو مفيش ربنا، دي ناس عاوزة تتعس نفسها".