كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن شروطها حول صفقة الأسرى المرتقب إبرامها قريبا، كما وضعت النقاط على الحروف بشأن ملامح علاقة الحركة مع القيادي الفتحاوي المفصول والمثير للجدل محمد دحلان. شروط صفقة الأسرى وحول صفقة الأسرى، يؤكد يحيى السنوار، رئيس الحركة بقطاع غزة، استعداد حركته لإجراء مفاوضات عبر وسيط بشكل فوري للوصول إلى تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، شريطة أن يتم الإفراج عن الأسرى ال54 الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار". وأوضح السنوار، في لقاء بالإعلاميين بغزة، اليوم الإثنين، أن حركته تمتلك من الأوراق في ملف الأسرى الإسرائيليين ما يجعلها على أرضية قوية، في إشارة إلى عدد الأسرى الذين تحتجزهم كتائب القسام. ويشير إلى أن الصفقة التي أبرمت مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مسحت كل القضايا السابقة على الأسرى المفرج عنهم، لذلك لابد من إطلاق سراح من اعتقلوا وعددهم 54 أسيرا، للبدء في مفاوضات جديدة، مؤكدا أن وسطاء ناقشوا مع حماس هذه القضية، وتم رهن الصفقة المرتقبة بتحقيق هذا الشرط. الحرب مع الاحتلال ويؤكد السنوار أن "حماس" لا تريد الحرب مع إسرائيل، وتعمل على إبعادها عن القطاع؛ حتى يلتقط السكان أنفاسهم، غير أنه يشدد على أن ذلك لا يعني عدم الاستعداد لها، "فنحن يوميا نتجهز ونراكم القوة من أجل المعركة، معركة التحرير". وأكد السنوار، الذي أمضى 25 عاما في السجون الإسرائيلية، أنّ الأولوية بالنسبة لحركته الحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وستبذل "حماس" كل جهد ممكن من أجل حل مشاكل الناس، ومساعدتهم للنهوض مجددا، رغم كل المؤامرات التي يتعرض لها القطاع. استعداد لحل اللجنة الإدارية وأبدى السنوار استعداد حركته لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة، وقال إنّ حركته جاهزة لحل اللجنة إذا انتهت مبررات وجودها، مؤكدا أنّ ما لديهم من معلومات يؤكد أنّ "اللجنة مجرد شماعة، وأنّه لو حلت لن يحدث شيء ولن تتراجع السلطة عن إجراءاتها ضد غزة". وبيّن أن المعاناة التي يعيشها سكان غزة يجب أنّ تنتهي، وأنّ الأهالي يجب أن يعيشوا حياة كريمة دون التخلي عن ثوابتهم الوطنية ومشروعهم، مؤكدا أنه من غير المقبول مقايضة معيشة الناس بتخليهم عن ثوابتهم وحقوقهم الوطنية. نحو حكومة وحدة وطنية ودعا السنوار إلى الذهاب لحكومة وحدة وطنية، وتحمل كافة مسئولياتها، وتأخذ كافة الصلاحيات في غزة والضفة الغربية، مطالبا بالعمل على إصلاح منظمة التحرير وضم الجميع لها، خاصة أنّ حماس لا تريد إطارا بديلا عن المنظمة، لكن تريد إصلاحها. وشدد على أنّ الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن يقتضي إعادة بناء المنظمة، في إطار وطني لتمثل جميع الفلسطينيين. حدود العلاقات مع دحلان وحول حدود وملامح العلاقات مع القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، والتي شهدت تقاربا برعاية مصرية إماراتية، رد السنوار مؤكدا أن "حماس" على استعداد للالتقاء بأي أحد من أجل حل مشاكل غزة، إلا الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنهم يعرفون أن دحلان سيكسب من هذا الأمر، وأنه ليس لديهم أي مشكلة في استفادته من حل الأزمات. لكن السنوار شدد على أنّ حركته لم تقايض احتياجات الفلسطينيين بثوابت الشعب ومشروع المقاومة، وأنّ السعي الآن يجري على أن يعيش الناس حياة كريمة مع تمسكهم بخياراتهم وثوابتهم. العلاقات مع إيرانوقطروتركيا وفي سياق آخر، أكد السنوار أنّ العلاقات مع إيران كانت ولا زالت جيدة، ولكنها اليوم أفضل من ذي قبل، وأنّ إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال لكتائب القسام. وأشار إلى أنّ زيارة وفد حماس لطهران ووجود قياديين من الحركة في بيروت سيعيدان العلاقة إلى طبيعتها، وهو ما سينعكس إيجابا على المقاومة. وتحدث عن علاقات مميزة مع قطر، مؤكدا أنّ المشاريع القطرية لإعمار غزة أنعشت القطاع، وساعدت على عدم سقوط القطاع، مشيدا في الوقت ذاته بالعلاقات مع تركيا التي ساهمت أيضا في عدم السماح بسقوط القطاع. معبر رفح وعن معبر رفح البري مع مصر، المغلق لفترات طويلة، أكد قائد "حماس" الذي عقد جلسات مباحثات مطولة مع المصريين، أنّ السلطات في مصر وعدت بفتح المعبر ما أمكنها ذلك، عقب الانتهاء من الإصلاحات في جانبهم من المعبر. ولفت إلى أنه لا توجد وعود بفتح معبر رفح بشكل كامل في وقت قريب.