بعد فشل المخطط الأمريكي والأوروبي للانقلاب في تركيا على الرئيس رجب طيب أردوغان، في يوليو 2016، بدأت أوروبا في التخطيط للانقلاب على أرودغان من جديد، من خلال ورقة الضغط بالموافقة على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث حرضت ألمانيا بشكل واضح وصريح على الانقلاب في تركيا مجددا، بعد أن كشف وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أن تركيا لن تستطيع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عهد حكومة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. وقال غابرييل، في مقابلة مع صحيفة "بيلد": "هذا لا يعني أننا لا نريد انضمامهم، ولكن الحكومة التركية في ظل أردوغان تتجه بسرعة في الاتجاه المعاكس لما تمثله أوروبا، ومن الواضح تماما أن تركيا في الوضع الحالي لن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي". من جهته، كان وزير خارجية النمسا، سيباستيان كورتس، أعلن في وقت سابق عن استحالة انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2023، عندما سيتم الاحتفال بالذكرى ال100 لتأسيس تركيا الحديثة. جدير بالذكر أن العلاقات التركية الأوروبية تدهورت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا العام الماضي، حيث استنكر الاتحاد الأوروبي ردة فعل أنقرة التي تمثلت بحملة اعتقالات واسعة في قطاعات الجيش والتعليم والقضاء وسواها وطرد من الوظائف، شملت عشرات الآلاف، وقامت بروكسل بتعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، التي استمرت منذ عام 2005. وكان قد وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زعماء الحزب الحاكم في ألمانيا ب"أعداء تركيا"، وقال إنهم يستحقون رفض الناخبين الألمان ذوي الأصول التركية لهم في الانتخابات الألمانية الوشيكة. وستجري ألمانيا انتخابات عامة في 24 من أغسطس الجاري، ويمكن لنحو مليون شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا التصويت، ودعمت غالبية هؤلاء أردوغان في الاستفتاء الأخير في إبريل الماضي. وقال أردوغان: "إن أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والديمقراطي الاجتماعي والخضر كلهم أعداء لتركيا". وأعربت ألمانيا عن غضبها من تصريحات الرئيس التركي. ووصف سيغمار غابرييل وزير الخارجية الألماني تصريحات أردوغان بأنها تدخل "غير مسبوق" ضد سيادة ألمانيا. وهاجم الرئيس التركي ألمانيا قبل ذلك رغم قوة علاقتهما التجارية وشراكتهما في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وفي وقت سابق، أعرب أردوغان عن غضبه الشديد بسبب رفض برلين السماح لبعض حلفائه بحشد الناخبين له في ألمانيا قبيل التصويت على الاستفتاء الأخير في إبريل، وهو الاستفتاء الذي مهد الطريق لمنح أردوغان صلاحيات تنفيذية واسعة. ووصف أردوغان رفض ألمانيا بأنه تصرف "على الطراز النازي". ويحكم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ينتمي إلى اليمين الوسط وتتزعمه أنجيلا ميركل، البلاد في ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، يسار الوسط، الذي يتزعمه سيغمار غابرييل. وتشير استطلاعات الرأي إلى تمتع حزب ميركل بتقدم قوي على حزب غابرييل. ويقدر عدد الجالية التركية في ألمانيا بنحو 3 ملايين شخص. وقال أردوغان: "أعتقد بأنهم سيلقنون تلك الأحزاب في صناديق الاقتراع درسا قويا".