تقف اليوم أوروبا من أقصاها إلى أقصاها على أطراف أصابعها فى ليلة الدربيات الأشهر والأقدم والأكثر إثارة بين كبار القارة العجوز، حيث يترقب عشاق الساحرة المستديرة "كلاسيكو العالم" بين برشلونة صاحب الأرض والضيافة ومن قبل صاحب الصدارة فى مواجهة الغريم الأزلى ريال مدريد حامل اللقب فى ختام لقاءات السابعة للدورى الإسبانى، فيما يتحضر ال"سان سيرو" لدربى الغضب بين الجاريين اللدودين ميلان والإنتر فى مواجهة ثقيلة للغاية على طرفيها مع اختلاف الدوافع والطموحات والترتيب، بينما يبقى الفرنسيون على موعد مع قمة متكافئة للغاية بين مارسيليا وباريس سان جيرمان للمرة الأولى منذ أعوام طويلة. البارسا يخشى انتفاضة الملكى لم تعد المنافسة فقط على حسم لقب بطولة بين غريمين أزليين وإنما باتت أكبر من ذلك وأكثر أهمية فهو صراع بين مدينتين على الأفضلية المطلقة وبين مدرستين هما الأرقى على مستوى العالم حاليا بقيادة "مو وتيتو" على تأكيد التفوق، وبين نجمين رائعين "ليو وكريس" على ملاحقة الأرقام القياسية ومعانقة المجد والألقاب. ويتبادل الفريقان الأفضلية هذا الموسم حيث نجح الكبيران فى تبادل الفوز فى افتتاحية السوبر التى آلت نتيجته لصالح أبناء العاصمة، فيما أحكم الكتلان على قمة ترتيب الليجا ب18 نقطة علامة كاملة وبفارق 8 نقاط أمام الأبيض رغم معاناة أبناء تيتو فيلانوفا من غياب المدافعين. ويدخل الفريق الكتالونى المباراة منتشيا بسلسلة انتصاراته المتتالية التى وضعته فى الصدارة، إلا أنه يدرك أن فارق النقاط لن يمنحه أريحية كبيرة، بل على العكس يبدو عشاق البلوجرانا فى قلق بالغ فى ظل غياب ثنائى الدفاع "بيكيه وبويول"بدعوى الإصابة وغياب الانسجام عن ماكسيرانو وسونج، وهو الأمر الذى عجز تيتو عن إيجاد حل فعال له، إلا أن العلامة المضيئة تبدو فى استعادة إنيستا واكتساب فيا حساسية التهديف، ويبقى المنقذ ليونيل ميسى هو الرقم الصعب فى تشكيلة الكتالونى، خاصة أنه يلعب أولى مبارياته تحت أنظار مولده الأول تياجو. وفى المقابل يدرك ريال مدريد صعوبة المباراة حيث يرغب فى استعادة الثقة المفقودة وتقليص فارق النقاط والثبات على مؤشر الانتصارات، واستغلال حالة الترهل الدفاعى الذى يعانى منه البارسا عبر الخط الأمامى الرهيب بوجود هيجواين وبنزيمة ودى ماريا ومودريتش وأوزيل والعائد بقوة كاكا والخارج من عباءة الأحزان "رونالدو"، وإن بقى مصدر القلق لمورينيو أن البلانكو دائما يفشل فى تحقيق الفوز على غريمه فى أعقاب الفوز القارى على أياكس. وبعيدا عن الأضواء تبدو فى الأفق مواجهة لا تقل إثارة بين ملقا المنطلق بقوة فى ضيافة أتليتكو مدريد من أجل الاقتراب خطوة من الصدارة على أمل تعثر البارسا، فيما يخوض فالنسيا لقاء فى المتناول أمام الشقيق الأصغر ليفانتى. دربى الغضب وعلى ملعب "جوزيبى مايتزا" تشتعل من جديد أجواء الصراع الأزلى بين الميلان صاحب الضيافة فى مواجهة الجار غير المرغوب فيه الإنتر ضمن الجولة السابعة للدورى الإيطالى، والتى يسعى خلالها الروسونيرى العودة إلى أجواء البطولة على أكتاف ضيفه واكتساب الثقة المفقودة فيما يرغب النيرازورى فى زيادة متاعب أبناء ماسيمو أليجرى ومواصلة الضغط بقوة على ثنائى الصدارة اليوفى ونابولى. ورغم فوارق النقاط وتباين الموقع على لائحة الترتيب تتلاشى على الرقعة الخضراء كل المعطيات لتبقى حقيقة واحدة هى "الغضب" ورغم الانطلاقة السيئة للفريق اللومباردى والتى وضعته فى المركز ال11 ب7 نقاط وبفارق 5 نقاط خلف رفاق زانيتى، إلا أنه بدأ يستعيد عقلية البطل معتمدا على تألق غير عادى لصاحب الأصول المصرية ستيفان شعراوى وحماسة باتزينى واستعادة بواتينج الكثير من بريقه. ويبدو الإنتر فى حالة فنية طيبة هذا الموسم بعد الهزة العنيفة التى تعرض لها فى موسمه الماضى لدخول أجواء المنافسة مبكرا واضعا نفسه فى المركز الثالث خلف الصدارة ب4 نقاط، كما يبدو مكتمل العناصر والبدائل فى وجود كاسانو الساعى لتأديب فريقه القديم على طريقة بيرلو، وووجود بالاسيو والكراوتى ماركو ليفايا. ولأنها "الليلة الكبيرة" يبقى الكالتشيو على موعد مع قمة فى سان باولو بين نابولى شريك الصدارة فى مواجهة القادم من أودينى فريق أودينيزى الباحث عن استعادة الثقة، فيما يخرج يوفنتوس فى مهمة سهلة لإحكام قبضته على القمة فى مواجهة سيينا شريك القاع. فرنسا على موعد مع الإثارة يشهد ملعب فيلودروم فى الجنوب الفرنسى قمة من العيار الثقيل بين فريق مارسيليا المنتشى بصدارة الترتيب وشحن بطاريات الثقة والإجادة للاعبيه تحت قيادة المخضرم إيلى بوب فى مواجهة فريق باريس سان جيرمان العائد بكل قوة إلى موقعه فى المقدمة بعد طول معاناة مدعوما بأموال أثرياء النفط فى بلاد الخليج. ويعيش أبناء العاصمة أزهى فتراتهم الفنية هذا الموسم تحت قيادة الإيطالى أنشيلوتى الذى نجح فى انتشال الفريق من كبوته، معتمدا على كتيبة من أبرز نجوم أوروبا يقودهم الهداف السويدى زلاتان إبراهيموفيتش وزمليه البرازيلى تياجو سيلفا فى قائمة تضم لافيتزى وباستورى وسيسوكو وماكسويل وموتا. وفى المقابل نجح مارسيليا فى التربع على القمة الفرنسية بعد 7 جولات برصيد 18 نقطة وبفارق 3 نقاط أمام الفريق الباريسى، إلا أنه تعثر بشكل مفاجئ فى الجولة الماضية بخسارة ثقيلة برباعية بعد 6 انتصارات متتالية. أوروبا على صفيح ساخن وتبقى الإثارة حاضرة فى سائر ملاعب القارة العجوز حيث يحط فريق مانشستر يونايتد رحاله فى مدينة نيو كاسل لملاقاة كبيرها "المكابيس" لحساب الجولة السابعة للدورى الإنجليزى التى يأمل خلالها المانيو تجاوز السقوط الكبير على ملعبه فى الجولة الماضية أمام توتنهام، فى بلاد الأناضول تشتعل قمة فناربخشة مع الضيف بشيكتاش على ملعب الأول سوكرو ساراكوجلو فى الجولة السابعة للدورى التركى، وتترقب الجماهير البرتغالية قمة ساخنة فى المدراجو عندما يحل فريق العاصمة شبورتنج لشبونة ضيفا ثقيلا على بورتو ضمن الجولة السادسة، وفى بلاد الجليد تبقى الأحداث ساخنة فى قمة العاصمة بين سبارتاك موسكو وجاره العنيد سسكا موسكو فى المرحلة ال11.