* الطلاب: السكن غير آدمى والأطعمة غير مطابقة للمواصفات * المسئولون: لا توجد مخالفات ونطبق القانون على الجميع الجامعات من أكبر المؤسسات التى استفادت من ثورة 25يناير، التى أطاحت بنظام المخلوع حسنى مبارك، خاصة فيما يتعلق بالحريات الطلابية والأكاديمية، إلا أن "المدن الجامعية"لا تزال تعمل بنفس نمط ما قبل الثورة، خاصة فى إهمال حقوق الطلاب فى الإقامة والتغذية، علاوة على استمرار مسلسل الفساد المالى فى عمليات صيانة المدن وتوريد الأغذية غير المطابقة للمواصفات، التى يأكلها الطلاب. صفحه "طلاب وتعليم".. ترصد هذه الجوانب من خلال المدن الجامعية بالجامعات الثلاث (القاهرة، وعين شمس، وحلوان)، الموجودة فى القاهرة الكبرى (القاهرة - الجيزة - القليوبية). المدينة الجامعية لجامعة القاهرة فى البداية، يقول الطالب عبد الله صلاح الفقى -أمين لجنة الإسكان باتحاد طلاب المدينة الجامعية لجامعة القاهرة-: إن الفساد ما زال منتشرا داخل إدارة المدينة مما يؤثر على مستوى الخدمة العامة والرعاية الصحية والطعام والشراب، مشيرا إلى أنه رغم قيام الثورة إلا أن أعين أمن الدولة لا تزال موجودة بالمدينة. وأضاف الفقى: فى العام الماضى دخل مبنى 12الصيانة بتكلفة مليون و200ألف جنيه، ورغم ذلك تساقط الدهان فى أول أسبوع من الدراسة، وحدثت تلفيات كثيرة لمجرد الاستخدام العادى، ودخل المبنى الصيانة هذا العام مرة أخرى، بالإضافة إلى أن المبنيين 7و8تم الانتهاء من صيانتهما العام الماضى، وفى أول أسبوعين من الدراسةظهر الرشح واضحا من المبانى بطريقة غريبة. وأشار إلى أن الفساد المالى لا يزال ملموسا، والدليل على ذلك هو قيام إدارة المدينة بشراء السماعات المركزية لغرفة المشاهدة والبروجيكتور؛ حيث تكلف "الساوند سيستم" -كما تقول الإدارة فى الأوراق الرسمية- 110آلاف جنيه، وهو ردىء للغاية، لافتا إلى عامل بتلك الصالة يقول إن العرض الأصلى للساوند سيستم تكلف 11ألف جنيه فقط، وإن المسئولين تقاعسوا عن محاسبة الإدارة. وعن عدد العمال فى المدينة الجامعية، يقول الفقى إن هناك عجزا كبيرا فى عدد العمال على الرغم من أن عددهم على الورق 900عامل إلا أنه لا يوجد منهم داخل المدينة سوى 300عامل فقط، ونصفهم مصاب بأمراض مزمنة، مشيرا إلى أن إدارة المدينة تشجع العمال على عدم العمل؛ حيث قام أحد العمال بإخبار طلاب الاتحاد أن الإدارة تحرضهم ضد الطلبة بدعوى أن الاتحاد يريد أن يستولى على أموال المدينة! وفيما يتعلق بالطعام الذى يقدم للطلبة فى المدينة، أوضح أن أنواع الطعام التى توجد بداخل كراسة الشروط تخالف تماما ما يتم إحضاره للطلبة فى مطعم المدينة، وأبسط مثال على ذلك أن التونة التى تحويها كراسة الشروط هى "صن شاين"وثمنها نحو 8جنيهات للقطعة الواحدة، فى حين أن الإدارة تحضر لنا نوعا رديئا لا يتعدى سعره 4جنيهات، هذا بالإضافة إلى الإهمال الشديد فى النظافة داخل المطعم، كما أن أنواع الطعام التى نأكلها ليست ناضجة. وعن استبعاد الطلاب من السكن للمدينة الجامعية لأسباب سياسية، أكد الفقى أنه لم يعد هناك وجود لذلك، لافتا إلى أن آخر من تم استبعادهم كان قبل قيام الثورة بشهر واحد. وطالب الفقى بفتح تحقيق مع الإدارة الهندسية بسبب المناقصات التى تمت لصيانة المبانى، كما يجب أن يكون هناك إشراف حقيقى من الجهاز المركزى للمحاسبات على إدارة المدينة، مع وضع ضوابط مشددة للتحكم فى العروض التى يتم على أساسها إرساء المناقصات فى كل المجالات الصيانة والطعام والأجهزة وغيرها. كما طالب بإنشاء مجلس طلابى خاص بالمدن الجامعية؛ حيث إن مشاكل المدن الجامعية كثيرة وتحتاج إلى جهد كبير، خاصة أن الطالب يقضى فى المدينة أكثر من نصف يومه، مقترحا أن تشرف لجنة استشارية من أساتذة الجامعات على تسكين الطلبة فى المدينة والنظر إلى المواصفات والمعايير التى يتم تطبيقها. المدينة الجامعية لجامعة عين شمس وفى المدينة الجامعية لجامعة عين شمس، يقول شادى إبراهيم -أمين مساعد اتحاد طلاب جامعة عين شمس-: إن الإهمال كبير بمبانى المدن، ولا توجد صيانة كافية، فى الوقت الذى تؤكد فيه إدارة الجامعة أنها تنفق أكثر من 600جنيه على كل طالب بالمدينة شهريا. وانتقد إبراهيم اللائحة الداخلية التى أعدتها إدارة المدينة دون إشراك الطلاب فيها، التى تمنع النشاط، وتتضمن شروطا تعسفية للطلاب الذين يلتحقون بالمدينة، متسائلا كيف يتم اعتمادها من مجلس الجامعة دون موافقة الطلاب ودون وجود اتحاد الطلاب، كما وجه انتقادات حادة إلى إدارة المدن الجامعية بسبب وجود مدينة "العمارتين"فى منطقة خالية من السكان مما يعرض حياة الطالبات للخطر. وأوضح أن المدينة الجامعية تعتبر سكنا "غير آدمى" لا يليق بطلاب الجامعة، فى ظل وجود قصور بالإشراف الطبى على الطعام، بالإضافة لانتشار القطط داخل المطعم مما يعرض حياة الطلاب وصحتهم للخطر والأمراض، مشيرا إلى عدم نظافة الأوانى التى يتم فيها تقديم الطعام، فضلا على تقديم طعام منتهى الصلاحية للطلاب فى بعض الأحيان، حسب قوله. المدينة الجامعية لجامعة حلوان يرى عمرو حمدى -أمين اتحاد طلاب جامعة حلوان- أن الإهمال منتشر فى جميع مبانى المدن الجامعية مع تدنى مستوى الخدمات، بالإضافة إلى عدم جودة الطعام المقدم للطلاب. وقال حمدى: إنه لم يتم تسكين كل الطلاب حتى الآن، وسكن فقط الطلاب الحاصلين على تقدير امتياز أو جيد جدا، أما من هم دون ذلك فإن إدارة المدينة تشترط أن يتحمل الطالب نفقات إقامته من مصاريف الطعام وما إلى ذلك، على الرغم من أن دعم المدينة للطالب يصل لأكثر من 600جنيه فى الشهر الواحد. مواجهة المسئولين وردودهم قمنا بمواجهة المسئولين عن المدن الجامعية؛ حيث قال د.عز الدين أبو ستيت -نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الطلاب-: إن الجامعة تضع خطة كاملة لصيانة مبانى المدينة الجامعية، التى تستغرق 3أشهر، ليتم الانتهاء من صيانة كافة المبانى، وتكون مؤهلة لسكن الطلبة والطالبات، مشيرا إلى أن الصيانة تكلفت هذا العام 12مليون جنيه. وأضاف أبو ستيت أن المشكلة تتمثل فى أن أعمال الصيانة تبدأ عقب انتهاء امتحانات الطلاب؛ حيث لا يمكن أن يتم إخراج أى طالب من المدينة لذلك الغرض قبل انتهائه من الامتحانات، ومن ثم يتم تسليم المبانى المراد صيانتها بعد منتصف يوليو. ولفت إلى أن هناك قواعد للتسكين لا يتم فيها مجاملة أحد على حساب أحد، ويتم تطبيق الشروط بصرامة، مشيرا إلى أنه يراعى فى المقام الأول المجموع، ثم بعد ذلك التوزيع الجغرافى، وسيتم تسكين الطلاب بداية من الفرقة الثانية حتى تقدير مقبول. ووعد أبو ستيت طالبات المدينة باستلام 3مبانٍ فى الأسبوعين المقبلين، مشددا على أنه سيتم استيعاب كل الطالبات المستجدات اللاتى يستوفين الشروط. وحول ما ذكره الطلاب من فساد مالى متعلق بالإدارة الهندسية للمدينة، شدد على أنه من يملك أى مستند رسمى يثبت ذلك فعليه التوجه فورا إليه بذلك المستند، وسيتم التحقيق فيه مباشرة وتحويله للشئون القانونية، مشيرا إلى أن جميع عمليات الصيانة تتم وفقا للقواعد القانونية، وقال: "لا مصلحة لدينا فى أى شىء ومن يثبت فساده يعاقب بالقانون". وعن جودة الطعام المقدم للطلاب، أكد أنه تم زيادة بعض الأصناف لتحسين الجودة، موضحا أن الطعام الذى يقدم فى مدينة جامعة القاهرة لا مثيل له فى الجامعات الأخرى، التى تحسدهم على ذلك. من جانبه، نفى د. ياسر صقر -رئيس جامعة حلوان- ما قاله الطلاب حول اشتراط إدارة المدينة الجامعية للطلاب أن يحضروا وجباتهم مقابل السكن، مشيرا إلى أن الجامعة تتبع هذا العام سياسة إشراك الطالب فى إدارة الحياة الجامعية، لافتا إلى أن المطعم سيتم تسلمه هذا الأسبوع؛ حيث وعدهم المقاول بذلك. وحول تأخر سكن الطلاب، قال صقر: "لدينا مراحل يتم من خلالها تسكين الطلاب، بالإضافة إلى المشاكل التى سببها التنسيق هذا العام؛ حيث يأتى طلاب إلى الجامعة ثم يقومون بالتحويل مما يؤدى إلى صعوبة حصر الطلاب وعمل قاعدة بيانات واقعية ثابتة"، مضيفا أنه رغم اتخاذ قرار بعدم تسكين طلاب وطالبات الصف وأطفيح والقاهرة الكبرى إلا أن الطالبات الجدد تقدمن له بالتماس وشرحن ظروفهن وتقرر قبولهن، وفيما يخص الطلاب سيتم استيعابهم على مراحل حسب الأماكن المتاحة.